أنهى صيد تمساح في بلدة الخويلدية (محافظة القطيف)، حملات التندر والفزع «الالكتروني». بعد ان انتقل الأسبوع الماضي، إلى محافظة الأحساء، اثر سلسلة من التعهدات، وقعها صاحبه في عدد من الجهات الحكومية. متهماً أطرافاً أبلغت عن وجوده، ب«الجهل في الحياة الفطرية والزواحف غير المؤذية». وعاش التمساح، سبع سنوات في مزرعة خاصة، تبعد عن بلدة الخويلدية نحو كيلومترين. ولم يكن وحيداً، إذ كان بصحبة تمساح آخر، قبل شهرين. وقال مربيهما لقمان آل خليفة: «اشتريت التمساحين من سورية، قبل سبع سنوات، وهما من أصل أفريقي»، مضيفاً «كان طول أحدهما أقل من متر، وعمره في ذلك الوقت أربع سنوات». وذكر أنهما «ظلا يعيشان في المزرعة، ولم يصدر منهما ما يسبب هلعاً، على رغم أنهما لم يكونا محبوسين في قفص، بل يتجولان في المزرعة». ودأب لقمان، على إطعامها اللحوم، خصوصاً الدجاج، سواءً الحي أو الميت، حتى بلغ عمر التمساح، موضع الجدل 11 سنة. وفيما باع أحدهما قبل شهرين، فضل الاحتفاظ بالآخر «لما يملكه من حظوة في نفسي». ولا يتحرج لقمان من إطلاق كلمة «حبيبي» على التمساح، و«كنت أتقاسم معه ما آكله»، مبيناً أنه «لم يكلفني مبالغ طائلة في العناية به»، نافياً ما تردد من أنه أكل بقايا الحيوانات المرمية بالقرب من العين. وفيما دامت الصحبة بين التمساح وآل خليفة، سبع سنوات، تحولت في الأسبوعين الماضيين إلى «عبء»، بعد ان قام أحد الأشخاص بتقديم بلاغ عن وجوده، وأثار اللغط والخوف من وجوده. بيد ان لقمان اتهم المُبلغ ب «الجهل في الحيوانات، لأنه لا يعرف نوع التمساح، إن كان مضراً أو غير ضار». وأدى البلاغ إلى تقديم تعهدات بصيده وإخراجه من المزرعة. وشملت الجهات التي طلبت تعهدات: البلدية، والمحافظة، والدفاع المدني، والشرطة، والبحث الجنائي. وتنفيذاً للتعهدات التي قدمها، أخرج آل خليفة التمساح من «العين»، الأربعاء الماضي، ونقله إلى «مزرعة صديق في الأحساء». ووصف فراقه ب«المحزن، كأنهم أخذوا مني عيني التي أرى بها»، مضيفاً «سأضطر الآن إلى زيارته كل أسبوع، للاطمئنان عليه». وقال: «لا استطيع إرجاعه، وإن أرجعته، سأضعه في منزلي». وأكسب التمساح بلدة الخويلدية شهرة واسعة، وتناقلت أخباره مئات المواقع الالكترونية والصحف الورقية، السعودية والخليجية. فيما تحولت «عين الحريزية»، التي تسمى أيضا «أم الحمير»، التي غار ماؤها، بعد أن كان يعرف بالصفاء والعذوبة، إلى مقصد سياحي للأهالي من داخل البلدة وخارجها. وكانت «العين» تستقبل العرسان الجُدد في ليلة زفافهم. واصطحب أولياء أمور أفراد عائلتهم من أطفال ونساء إلى العين، لرؤية التمساح، وعادة ما كانوا يعودون بخفي حنين. وفيما ساد جدل بين أهالي الخويلدية حول وجوده، أثار التمساح موجة تندر بين سكان قرى أخرى في محافظة القطيف عليه. ووصل بهم الأمر إلى ادعاء وجود حيوانات أخرى في قراهم، مثل الكنغر والديناصورات والنمور والأسود.