أعلنت إدارة متحف الفنون الجميلة في مدينة برن السويسرية، أن الألماني كورنيليوس غورليت الذي عثر في شقته على أكثر من 1400 عمل فني من بينها أعمال سرقت من يهود في ظل الحكم النازي، وهب مجموعته الى المتحف. وأفاد المتحف في بيان بأنه تلقى رسالة بهذا الشأن من كريستوف ايديل محامي غورليت الذي توفي الثلثاء الماضي. وكانت السلطات في ميونيخ ضبطت قبل سنتين مئات الأعمال الفنية في شقة غورليت، في اطار تحقيق حول قضية تهرب ضريبي. وغورليت ابن تاجر تحف عاش في دائرة الشبهة ابان حكم النازيين، ومن هذه الأعمال لوحات لبيكاسو وشاغال وماتيس. واحتلت هذه القضية مساحة واسعة في وسائل الإعلام العالمية، وأعادت اطلاق الجدل حول استعادة الأعمال الفنية التي سرقت من اليهود في زمن هتلر. فلوحة «امرأة جالسة» للرسام الفرنسي هنري ماتيس مثلاً يطالب بها ورثة تاجر التحف الفرنسي اليهودي بول روزنبرغ. وأبدى المسؤولون عن المتحف السويسري دهشتهم لهذا القرار، مؤكدين انهم لم تربطهم اي علاقة سابقة به. وأقرت ادارة المتحف ان هذه الأعمال التي قد تصل قيمتها الى بليون يورو «تطرح جملة من الأسئلة القانونية والأخلاقية». وأوضحت انها تنتظر نتيجة تفحص الوثائق العائدة لهذه الأعمال، وخلاصة مشاوراتها مع السلطات، قبل اتخاذ القرار المناسب. وستقرر السلطات القضائية الألمانية «ما اذا كانت الوصية صحيحة»، وإذا ثبتت صحتها، «ينبغي على متحف برن تسوية كل المسائل القانونية بما فيها تلك المتصلة بالأعمال المسروقة». والقوانين الألمانية تلزم بتفحص الأعمال الفنية قبل خروجها للتثبت من انها ليست ضمن القائمة الوطنية للأعمال الفنية ذات القيمة العالية، كما اوضح ناطق باسم وزارة الثقافة في مقاطعة بافاريا. وإذا كانت كذلك، فإنها لا تخرج من البلاد الا بموجب موافقة رسمية. وكان غورليت الذي توفي عن 81 سنة، وقع قبل وفاته اتفاقاً مع السلطات يقضي بأن يستعيد كل صاحب حق في هذه اللوحات حقه، من ورثة اليهود الذين سلبوا هذه الأعمال، على ان يعرّفوا عن انفسهم في مهلة سنة واحدة.