أسقطت طائرات التحالف الدولي طائرة من دون طيار (درون)، بعدما هاجمت قوات من «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا عند مناطق «عدم الاشتباك» جنوب سورية. وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم القوات النظامية السورية قوات «التحالف الدولي» داخل مناطق «عدم الاشتباك». والهجوم هو الثالث من نوعه خلال ثلاثة أسابيع. ويأتي بعد يومين من ضربة عسكرية أميركية عند معبر التنف في منطقة المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن ضد ميليشيات موالية للقوات النظامية السورية. وجاء التصعيد الجديد بينما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جميع اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية النزاع السوري، من خطورة عدم «تنسيق خطواتهم». وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم «التحالف الدولي»، إن الطائرة تم تدميرها بعدما أطلقت النيران على قوات تتبع «التحالف الدولي» كانت تقوم بدوريات قرب منطقة «عدم الاشتباك» في جنوب سورية. وأفاد ديلون بعدم وقوع خسائر في صفوف قوات «التحالف». وأوضح إن قوات التحالف بقيادة أميركا قامت أمس أيضاً بقصف شاحنات محملة أسلحة كانت تتحرك تجاه معبر التنف الحدودي. وشنت القوات النظامية مدعومة بميليشيات إيرانية أمس، هجوماً على مواقع فصائل المعارضة في القلمون الشرقي وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الجانبين. وقالت مصادر متطابقة في المعارضة إن هجوم القوات النظامية يأتي في إطار تجدد المحاولات للتقدم على محور تل دكوة وبئر القصب وتل الدخان في البادية السورية. وكان فصيلا «قوات الشهيد أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية»، العاملان في البادية السورية، حققا أمس تقدماً ملحوظاً على حساب القوات النظامية والميليشيات الموالية لها في ريف السويداء ضمن «معركة الأرض لنا». وقال «جيش أسود الشرقية» إنه صد هجوم القوات النظامية على نقاط تمركز «الجيش الحر» من محاور عدة. وتحاول القوات النظامية مدعومة بالميليشيات الإيرانية وعناصر «حزب الله» السيطرة على منطقة البادية للوصول إلى معبر التنف الحدودي لفتح طريق إيران- العراق- سورية. كما تواصلت الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة من «التحالف الدولي» من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» من جانب آخر على الجبهات الشرقية والغربية والشمالية لمدينة الرقة. وأفادت مصادر متطابقة للمعارضة بمشاركة عناصر من القوات الخاصة الأميركية في العمليات القتالية لمساعدة «سورية الديموقراطية» وحلفائها. وأوضحت المصادر أنه على رغم مقاومة عناصر «داعش»، تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من التقدم على الجبهتين الشرقية في حي المشلب والغربية، وسيطرت على تل قلعة هرقلة. وفي موسكو، دعا لافروف جميع اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية النزاع السوري إلى «تنسيق خطواتهم»، محذراً من الإضرار بسيادة سورية وتحويلها مركزاً للتهديدات الإرهابية. وعبر لافروف عن قناعته بالتكامل بين عمليتي آستانة وجنيف للتفاوض بين السوريين، وأكد أن موسكو تعتز بالتنسيق بين الدول الراعية عملية آستانة والفريق الأممي الراعي مفاوضات جنيف. وأجرى لافروف محادثات حول الأزمة السورية مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي قال إن «هذه لحظة مهمة وحساسة» من الصراع المستمر منذ نحو 6 سنوات. وشدد المبعوث الأممي على أن مساري جنيف وآستانة «مرتبطان ارتباطاً وثيقاً»، كما اعترف بالحاجة إلى «طرح أفكار جديدة طوال الوقت من أجل الحفاظ على قوة الدفع للعملية السلمية في سورية». وأوضح دي ميستورا أنه من المستحيل إنجاح عملية جنيف من دون الجهود المبذولة في مفاوضات آستانة، قائلاً: «من دون عملية تخفيف التوتر ستكون محادثات جنيف صعبة، لكن من دون مسار جنيف يكون تخفيف التوتر بلا أفق». وأقر المبعوث الأممي بأن عملية تخفيف التوتر في سورية «صعبة للغاية». يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة خارجية كازاخستان تأجيل محادثات آستانة برعاية روسيا وتركيا وإيران إلى أجل غير مسمى. وتقول مصادر المعارضة إن سبب تأجيل المحادثات هو استمرار الخلافات بين الأطراف المعنية على تفاصيل وقف العمليات القتالية وكيفية مراقبتها، بخاصة في إدلب، التي باتت مركزاً لتجمع فصائل المعارضة التي خرجت في الآونة الأخيرة من ريف حلب وريف دمشق وحمص.