دخلت التوترات الدولية في سورية مرحلة خطيرة مع تحذير روسيا من تداعيات قصف «التحالف الدولي» عناصر ميليشيات تدعمهم إيران على الحدود الجنوبيةالشرقية لسورية، حيث تدرّب أميركا معارضين سوريين في «قاعدة التنف» قرب مثلث الحدود مع الأردنوالعراق. ودانت موسكو الهجوم ووصفته ب «عمل عدائي» و «انتهاك للقانون الدولي». وقال نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في «مجلس الاتحاد» الروسي فرانس كلينتسيفيتش، إن بلاده ستطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، مشدداً على أن «لدى روسيا ما يكفي من القوات والوسائل ليس لحماية نفسها فحسب، بل ولحماية سورية». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن وزارة الخارجية السورية حذّرت «التحالف الدولي» بقيادة أميركا من «أخطار التصعيد» وطالبته بالتوقف عن شن ضربات جوية على القوات الموالية لدمشق. وجاء تحذير الخارجية السورية بعد ساعات من تهديد تحالف عسكري داعم لدمشق باسم «قائد غرفة عمليات قوات حلفاء سورية»، من أنه قد يضرب مواقع أميركية في سورية إذا استدعى الأمر، محذراً من أن سياسة «ضبط النفس» إزاء الضربات الأميركية على قوات موالية للحكومة السورية ستتوقف إذا تجاوزت واشنطن «الخطوط الحمراء». وجاء في البيان أن الهجوم «تصرف متهور وخطير». وبث «تلفزيون المنار» التابع ل «حزب الله» لقطات لطائرة إيرانية من دون طيار تتعقب طائرة أميركية فوق جنوب شرقي سورية. وتفاقمت التوترات بين واشنطن وحلفائها على الأرض، والقوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها بعد ضربة جوية أميركية على جماعات تدعمها إيران قرب مثلث الحدود بين سورية والأردنوالعراق. وقالت واشنطن إن قوات موالية للحكومة السورية دخلت مناطق «عدم الاشتباك» المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جندياً، ما حتم الرد العسكري، وهو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أسابيع. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 17 على الأقل قتلوا في الهجوم الأميركي الذي استهدف رتلاً لآليات وعتاد كان متجهاً من منطقة السبع بيار إلى حاجز ظاظا الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر من معبر التنف الحدودي. ويكشف الحادث أن المنطقة الواقعة حول قاعدة التنف في جنوب سورية تواجه سباقاً محموماً للسيطرة عليها. وانتزعت قوات من المعارضة تدعمها واشنطن السيطرة من «داعش» على مساحات في منطقة البادية التي تضم «التنف»، ما أزعج النظام السوري والقوات المتحالفة معه. وقاعدة التنف مهمة لدى أميركا والمعارضة لاستخدامها منصة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية- العراقية وطريق إمداد مهم ل «داعش». كما أن وجود «التحالف» في التنف الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وبغداد يهدف أيضاً إلى منع الجماعات المدعومة من إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية. وأفادت مصادر في المعارضة السورية بأن القوات النظامية والميليشيات الموالية لها أحرزت تقدماً على حساب «داعش» في ريف حمص الشرقي، لتسيطر على مساحات واسعة جنوب شرقي تدمر، توازياً وتزامناً مع عمليات «الجيش الحر» في البادية، وذلك في سباق مع فصائل المعارضة على البادية. وأدى التقدم الأخير للقوات النظامية في ريف حمص الشرقي إلى جعلها على تماس مع مناطق نفوذ «الجيش الحر». وأعلنت وسائل إعلام إيرانية أمس، مقتل قائد الاستخبارات في ميليشيات «فاطميون» التابعة لإيران، بانفجار لغم عندما كان يقوم بمهمة استطلاع في منطقة التنف. في موازاة ذلك، قال «جيش مغاوير الثورة» التابع ل «الجيش الحر» أمس، إنه تم إنشاء قاعدة جديدة في منطقة الزقف في البادية السورية، بريف حمص الشرقي، موضحاً أنها ستكون نقطة متقدمة في إطار الحرب على «داعش». وتقع القاعدة في منطقة الزقف الصحراوية التي تبعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي التنف و130 كيلومتراً جنوب غربي البوكمال.