تحتضن مدينة السليمانية اليوم مهرجاناً ثقافياً سريانياً – كردياً مشتركاً، يتضمن فاعليات فنية وثقافية وعروضاً مسرحية وأفلاماً وثائقية. ووصف سعدي مالح المدير العام للثقافة السريانية في اقليم كردستان العراق المهرجان بأنه «رمز للعلاقات الثقافية بين الشعبين الكردي والسرياني». وقال مالح إن المهرجان سيستمر ثلاثة ايام تقدم خلالها فاعليات ونشاطات مسرحية وفنية وشعرية وتمثيلية منوعة. وأوضح ل «الحياة» بأنه «يتضمن خمسة معارض تتوزع بين الخط السرياني والصور الفوتوغرافية والأزياء والكتب السريانية والكردية تقام كلها في مركز «امنة سوره كة» أي «الأمن الأحمر» في المدينة. و «امنة سوره كة» مركز معروف لدى أهالي السليمانية، اذ كان يعتبر مكاناً رهيباً لاعتقال وتعذيب المعارضين السياسيين، الا أن حكومة اقليم كردستان حولته الى متحف وقاعات تقام فيها النشاطات الثقافية، فيما بقيت تماثيل وشواخص تذكر بأيام الاعتقال والتعذيب. وأضاف مالح أن «المهرجان يتضمن ايضاً محاضرات وندوات تعريفية عن الثقافة السريانية وتراث هذا الشعب، كما ستعرض افلام وثائقية سريانية مدبلجة الى الكردية، وأخرى كردية». وتابع «سيكون هنالك عروض ازياء فولكلورية ودبكات شعبية سريانية وكردية، كما ستقدم لوحات راقصة من كلا الجانبين، اضافة الى أمسية شعرية يحييها عدد من الشعراء السريان والكرد». وبيّن مدير الثقافة السريانية في الإقليم أن «نحو مئة اعلامي وشاعر وكاتب وفنان سرياني وكردي سيشاركون في هذا المهرجان الضخم الذي يعتبر رمزاً للعلاقات الثقافية بين الشعبين ويعبر عن الانفتاح الكبير الذي يشهده اقليم كردستان العراق على مختلف القوميات والمكونات والأعراق والثقافات». وكانت السليمانية استقبلت قبل اسابيع اكثر من مئتي عائلة مسيحية نزحت اليها من محافظة بغداد بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة التي راح ضحيتها نحو ستين قتيلاً وأكثر من مئة جريح، فيما يعيش مسيحيو العراق واقعاً صعباً نتيجة تصاعد اعمال العنف ضدهم. وأبدت حكومة اقليم كردستان العراق استعدادها لاستقبال العوائل المسيحية المهجرة من مناطق العنف في العراق وأوعز رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتشكيل لجنة عليا لاستقبال ورعاية المهجرين.