شهدت منطقة الحسيمة في الريف المغربي تظاهرة حاشدة ليل الثلثاء – الأربعاء، للمطالبة بإطلاق الناشط ناصر الزفزافي، وذلك غداة تفريق قوات الأمن مسيرة بالقوة في وسط العاصمة الرباط ليل الإثنين، وذلك في إطار احتجاجات مستمرة في منطقة الريف شمال البلاد منذ سبعة أشهر، على ما يصفه الأهالي ب «تهميش وفقر وفساد». وتجمع عشرات المتظاهرين أمام مبنى البرلمان في وسط الرباط، لكن قوات الأمن تدخلت بعد دقائق في مواجهة اتسمت بالعنف، كما حطمت بعض الهواتف لمنع أصحابها من تصوير الحوادث. وأفاد شهود بأن مصابين سقطوا في تلك المواجهة. وخرج المتظاهرون تعبيراً عن تضامنهم مع حوادث منطقة الريف بخاصة مدينة الحسيمة وللمطالبة بإطلاق سراح من اعتقلوا خلالها. ورددوا هتافات من بينها: «هي كلمة واحدة... هاد الدولة فاسدة» و «اقتلوهم اعدموهم، ولاد الشعب يخلفوهم»، و «كلنا محكورون (مهمشون)، اعتقلونا كاملين». وبثت مواقع تواصل اجتماعي لقطات من تظاهرات أخرى في مدن القنيطرة شمالي الرباط وفي مراكش والدار البيضاء فرقتها قوات الأمن بالقوة أيضاً. وكانت الاحتجاجات اندلعت في مدينة الحسيمة في إقليم الريف في شمال المغرب أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد مقتل بائع السمك محسن فكري سحقاً في شاحنة نفايات حاول استعادة بضاعته المصادرة من وسط حاويتها. وهذه أول احتجاجات من نوعها في البلاد، بعد الاحتجاجات التي شهدتها في 2011 على منوال احتجاجات الربيع العربي. وحاولت السلطات وضع حد للاحتجاجات الأخيرة، بتوقيف عشرات النشطاء في مقدمهم ناصر الزفزافي الذي تعتبره «زعيم الحراك» في الحسيمة يوم الإثنين الماضي. ووجهت النيابة العامة للمعتقلين تهماً منها «المس بالسلامة الداخلية للدولة». كما أظهرت مقاطع مصورة بثت على الإنترنت تظاهرة حاشدة ليل أول من أمس، في الحسيمة شكر فيها والد الزفزافي المتضامنين مع المعتقلين وحضهم على التشبث بالسلمية. وتأتي الاضطرابات في وقت حساس يسعى فيه المغرب الى ان يكون نموذجاً للاستقرار الاقتصادي والتغيير التدريجي وملاذاً آمناً للاستثمار، في منطقة يمزقها العنف والتشدد الإسلامي.