بعد ليلة طويلة من المواجهات بين الشرطة المغربية وآلاف المحتجين المطالبين بإطلاق سراحه، أحالت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ناصر الزفزافي زعيم «حراك الريف»، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، وذلك بعد انتهاء فترة تمديد الحراسة النظرية. وكشفت مصادر مأذونة أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قدمت الزفزافي ومعتقلين آخرين أمام الوكيل العام حسن مطار الذي استنطقهم بخصوص التهم الموجهة إليهم. ويُرتقب أن تخرج اليوم في مدينة إمزورن مسيرة نسائية صامتة باللباس الأسود، تعبيراً عن استنكارهن للحوادث الأخيرة التي تشهدها منطقة الريف. وكان آلاف الأشخاص تظاهروا مساء أول من أمس، في مدينة الحسيمة شمال المغرب، مطالبين السلطات بالإفراج عن الزفزافي الذي يقود تظاهرات مستمرة منذ أشهر ضد فساد وانتهاكات المسؤولين. وتجمع عدة آلاف في ميدان سيدي عابد في الحسيمة في وقت متأخر من مساء الجمعة ورددوا هتاف: «الشعب يريد إطلاق المعتقلين» و «كلنا الزفزافي». ووضع بعض المتظاهرين شريطاً لاصقاً على فمه وربطوا أيديهم في إشارة رمزية إلى الاعتقالات. وقالت زاهية الحساني وهي أم لأربعة أطفال: «ناصر دافع عن حقوقه، دافع عن حقوقنا، إنه بطلنا. لم يفعل ما يستحق الاعتقال». وحمل كثير من المتظاهرين أعلاماً تمثل منطقة الريف التي لها تاريخ من المعارضة وأعلنت من قبل استقلالاً لم يدم إلا فترة وجيزة بقيادة زعيم محلي من الأمازيغ في عشرينات القرن الماضي خلال الحرب مع القوات الإسبانية المستعمرة. ونشرت السلطات عدداً كبيراً من رجال الشرطة في أنحاء المدينة والميدان وقال متظاهرون إنها منعت احتشاد مزيد من المحتجين. وأطلقت الشرطة في مدينة إمزورن المجاورة مدافع المياه لتفريق مئات المتظاهرين ممن اشتبكوا مع قوات الأمن ورشقوها بالحجارة. ورأى شهود متظاهرين يرشقون الشرطة بالحجارة والقمامة في امزورن التي تقع على بعد 450 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة الرباط. وردت الشرطة باستخدام مدافع المياه. وأصبح مقتل محسن فكري بائع السمك رمزاً للإحباط من الانتهاكات التي يرتكبها المسؤولون وأعطى دفعة لحركة «20 فبراير» التي نظمت مسيرات مطالِبة بالديموقراطية في العام 2011. على صعيد آخر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيعين الرئيس الألماني السابق ومدير صندوق النقد الدولي السابق هورست كولر مبعوثاً جديداً للصحراء الغربية ليكون مسؤولاً عن استئناف المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو. ودعم مجلس الأمن الدولي في نيسان (أبريل) الماضي، محاولات العودة إلى التفاوض بين الجانبين على المنطقة المتنازع عليها منذ عام 1975. ويزعم المغرب ملكيته للمنطقة إلا أن جبهة البوليساريو خاضت حرب عصابات من أجل استقلال شعب الصحراء إلى أن تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بدعم من الأممالمتحدة في العام 1991. وقال غوتيريش في خطاب إلى مجلس الأمن الدولي نشرته الأممالمتحدة أول من أمس، إنه «بعد المشاورات المعتادة، أعتزم تعيين الألماني هورست كولر مبعوثاً خاصاً للصحراء الغربية».