فرقت قوات الأمن المغربية بالقوة تظاهرة نظمت في وسط العاصمة الرباط الليلة الماضية، للتضامن مع مسيرات تشهدها منطقة الريف في شمال البلاد منذ سبعة أشهر، احتجاجاً على التهميش والفقر والفساد. وتجمع عشرات المتظاهرين أمام مبنى البرلمان في وسط الرباط، لكن قوات الأمن تدخلت بعد دقائق في مواجهة اتسمت بالعنف، كما حطمت بعض الهواتف لمنع أصحابها من تصوير الأحداث. وقال شهود إن «مصابين سقطوا في تلك المواجهة». وخرج المتظاهرون تعبيراً عن تضامنهم مع أحداث منطقة الريف وخصوصاً مدينة الحسيمة، وللمطالبة بإطلاق سراح من اعتقلوا خلالها. ورفعوا شعارات منها «هي كلمة واحدة.. هاد الدولة فاسدة»، و«اقتلوهم.. اعدموهم.. أولاد الشعب يخلفوهم»، و«كلنا محكورون.. اعتقلونا كاملين». وبثتث وسائل التواصل الاجتماعي لقطات من مظاهرات أخرى في مدن القنيطرة شمال الرباط، وفي مراكش والدار البيضاء فرقتها قوات الأمن بالقوة أيضاً. وكانت الاحتجاجات اندلعت في مدينة الحسيمة بإقليم الريف في شمال المغرب في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعدما قتل محسن فكري بائع السمك سحقاً في شاحنة نفايات عندما حاول استعادة بضاعته المصادرة من وسط الحاوية. وحاولت السلطات وضع حد للاحتجاجات الأخيرة، باعتقال عشرات النشطاء في مقدمتهم ناصر الزفزافي الذي تعتبره «زعيم الحراك» في الحسيمة الاثنين الماضي. ووجهت النيابة العامة للمعتقلين تهماً منها «المس بالسلامة الداخلية للدولة». وأظهرت مقاطع مصورة بثت على الإنترنت تظاهرة حاشدة الليلة الماضية في الحسيمة، شكر فيها والد الزفزافي المتضامنين مع المعتقلين وحضهم على التشبث بالسلمية