لقد اطلعت على ما نشر في عدد «الحياة» ليوم الخميس الماضي، الذي يعكس اهتمامكم بالدراما السعودية ومن هنا وددت بداية أن أعبّر عن شكري الجزيل لصحيفتنا «الحياة» على اهتمامها بالشأن الدرامي المحلي وإيمانها الكبير بمهمة تحويل الدراما السعودية إلى صناعة دراما سعودية، ولن أنسى أبداً فضل الزملاء في الصحيفة على الاهتمام بالدراما، كما لا يمكن أن ننكر الاهتمام الذي نجده من الزملاء في الصفحة الفنية ومن الزميل أحمد الفهيد، الذي كان يتحمس جداً لدعم الفكر الدرامي الحقيقي الذي نؤمن به ونتبناه. ولأن الدورة الإنتاجية في «الصدف» هي مستمرة ولا تكاد تتوقف، فنحن نعتمد كثيراً على تدعيم أعمالنا بالشباب من الجيل الجديد، ونسعى دائماً إلى أن نوليهم كل اهتمام عندما نجد أن هناك موهبة قادرة على العطاء وعلى تطوير نفسها وترسيخ حضورها بصورة مميزة، فلا بد لتلك الموهبة أن تجد كل دعم منا، وهو الأمر الذي يعطينا الرغبة الأكيدة في استمرارها معنا في الكثير من أعمالنا التي نقوم بتصويرها، وبحكم وجود خطط إنتاجية سنوية واضحة ومدروسة مسبقاً كان لا بد لنا وبشكل إضافي الاهتمام بالمواهب كثيراً، فهي وقودنا إلى النجاح ونعتمد عليها كثيراً، ولكن من المهم أن يعرف أي موهوب أن الطريق ليس مفروشاً بالمال ولا بالورد، بل إننا نصارع لتأسيس صناعة درامية سعودية في بلد في الأصل لا توجد فيه المعاهد والأكاديميات التي تساعد أي شركة إنتاج أخرى في أي بلد في العالم على «فلترة» المواهب وتدريبها لتكون جاهزة للعمل بعد كل المراحل التدريبية بعكس ما يحدث هنا في السعودية، فأنت تحتاج إلى أن يشارك الموهوب في صميم العمل فوراً وقد تغامر به ولا يكون في حجم توقعاتك، وتكتشف بعدها أن موهبته محدودة وتحتاج إلى وقت أطول، لهذا السبب نؤكد لجميع من يريد أن يصعد إلى أعلى أنه لا بد له أن يلتفت إلى صقل موهبته قبل التفكير في الأحلام المادية وإن كانت حقاً، ولكن طبيعة الأشياء أن تبدأ هكذا وهذا هو الخط المالي الذي تفرضه السوق ويتصاعد بحجم النجاح الذي يتحقق لهذه الموهبة، ولدينا ممثلون بدأوا بمبالغ مادية بسيطة واستطاعوا أن يحققوا تصاعداً ورضا لدى المشاهدين، ما يجعل مساحتهم في المشاركة أكبر وبالتالي أجورهم ستختلف. إننا في «الصدف» نقدم سنوياً ما لا يقل عن 100 موهوب جديد يشاركون من مشهد إلى ثلاثة مشاهد كخطوة أولى في المسلسلات الصغيرة وبأربعين إلى تسعين مشهداً في المسلسلات الطويلة، ومع أن هذه الفرص قد لا تكون دائماً في مصلحة الموهوب أو المشارك، لأنها ستكون المحطة التي تقرر «الصدف» من خلالها استمراره من عدمه، ولذلك فإن من يستمر معنا أقل من العدد الذي نرشحه للمشاركة في أعمالنا. وأراها ضده لأنه قد يكون موهوباً ولكنه يحتاج إلى تدريب ودورات أكبر قد لا تستطيع «الصدف» أن تقوم بها الآن على الأقل في المرحلة الحالية، مع العلم أننا بدأنا اتصالاتنا مع الجهات ذات الاختصاص للبدء بتأسيس مركز متوسط للفنون التلفزيونية، وسيكون تركيزنا على ثلاث مواد محددة وهي الكتابة والتمثيل وإدارة الإنتاج، لأنها تعتبر من أهم العناصر في نجاح أي عمل فني. إننا في «الصدف» سبق أن نظمنا حملة كبيرة ضمن مشروع طريق المواهب، وبدأنا بالإعلان عن أول منتجات هذا المشروع (أحب التمثيل)، وتقدم لنا مئات من الموهوبين المؤمنين بما يريدونه والمغامرين بأشياء كثيرة في مقابل ما يؤمنون به، وللحق إننا في «الصدف» نعطي الأولوية للموهوب المتفرغ القادر على التفرغ معنا أكثر، ويتم قياس المكافأة المالية التي تعطى له بناء على اعتبارات كثيرة، من ضمنها مدى تفرغه لنا. والآن لدينا أكثر من ثلاثة وأربعين موهوباً تم اختيارهم ودعمهم، وكانوا نتاج هذه الحملة ونتاج مجموعة إنتاجنا للعام 2008، إذ كانت هذه الأعمال بمثابة التجربة التي نستطيع من خلالها قياس مواهبهم، مع أنها كما قلت قد لا تكون عادلة، ولكنها مؤشر أولي مهم. ويظل الموقع الإكتروني الموقت ل «الصدف» www.sadaf.tv مفتوحاً أمام الجميع للتسجيل، وهو يجد نسب زيارة معقولة، ونتوقع أن يتم الانتهاء من تطويره خلال أقل من تسعين يوماً، وقد تم تطويره خصوصاً ليكون بوابة رئيسية والخيار الأول للموهوبين.