توافق حزبا «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديموقراطي» اللذان يشكلان معاً غالبية المقاعد النيابية في الجزائر، على ترشيح القيادي في «جبهة التحرير» (أكبر كتلة برلمانية) السعيد بوحجة لرئاسة البرلمان الجديد. وأعلن «التجمع» (ثاني أكبر كتلة)، دعمه لمرشح «الجبهة» بوحجة، الذي ضمن موافقة الرئاسة الجزائرية، إذ يضمن توازناً «جهوياً» على رأس مؤسسات الدولة بحكم انتمائه إلى محافظة شرقية (سكيكدة 550 كيلومتراً شرق العاصمة). وأعلن الأمين العام ل «جبهة التحرير الوطني» جمال ولد عباس خلال اجتماع في العاصمة مع نواب الحزب الجدد، عن اسم الشخصية الثالثة في الدولة، مسارعاً إلى دعوة السعيد بوحجة إلى جانبه على منصة الشرف كمرشح الجبهة لقيادة البرلمان للولاية الجديدة (2017 – 2022). وتمكن بوحجة من الوصول إلى البرلمان للمرة الثالثة، وهو من مواليد 22 نيسان (أبريل) 1938 في ولاية سكيكدة، وهو «مجاهد» وكان عضواً في مكتب الولاية الثانية التاريخية. وشغل بوحجة لسنوات طويلة، منصب الناطق باسم «جبهة التحرير الوطني» في أيام زعامة عبدالعزيز بلخادم، ثم رافق الأمين العام السابق عمار سعداني في المنصب ذاته قبل استبداله بحسين خلدون. وسارع الأمين العام ل «التجمع» أحمد أويحيى، إلى «مباركة» الخيار ووجّه نواب حزبه إلى دعم السعيد بوحجة في بيان وزعه الحزب خلال اجتماعه في مقره في العاصمة أمس. وكان أويحيى رفض دعم ترشيح النائب غنية إيداليا المتحدرة من محافظة البليدة في الوسط، لرئاسة البرلمان. يُذكر أنه عادةً ما يتم اختيار الشخصية التي ترأس البرلمان، وفق حسابات «جهوية»، وهو عُرف غير معلن يتم اللجوء إليه ضمن المؤسسات المتنفذة. وكان أويحيى طالب بشخصية من شرق البلاد أو من جنوبها على أساس أن رئيس الجمهورية يتحدر من الغرب ورئيس الحكومة من الوسط، بينما مثّل عمار سعداني محافظة جنوب البلاد (وادي سوف) حين كان يرأس مجلس النواب. ويضمن «توافق جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي»، على اسم الرئيس العتيد للبرلمان، مروراً سلساً للسعيد بوحجة في جلسة الانتخاب التي تعقب أول جلسة للبرلمان يرأسها أكبر عضو سناً رفقة أصغر نائبين. واللافت هو أن السعيد بوحجة نفسه هو أكبر نائب سناً (79 سنة) من بين 462 نائباً جديداً. وينقل الاتفاق على رئاسة البرلمان انتباه المراقبين إلى رئيس الحكومة عبدالمالك سلال الذي يُعتقد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيجدد الثقة فيه مع تغيير عدد من الوزراء و إلغاء حقائب أو دمجها. في سياق آخر، سقطت مروحية إنقاذ تابعة للقوات البحرية الجزائرية مساء أول من أمس، في ضواحي بلدية حمر العين بولاية تيبازة (70 كيلومتراً غرب العاصمة) بعد ملامستها أسلاكاً كهربائية ذات ضغط عالٍ ما تسبب بوفاة طاقمها المكوّن من 3 ضباط. وذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه «أثناء دورية ليلية على محور البليدة- تيبازة سقطت مروحية إنقاذ تابعة للقوات البحرية بعد ملامستها أسلاكاً كهربائية ذات ضغط عالٍ في ضواحي بلدية حمر العين بولاية تيبازة، ما تسبب بوفاة طاقمها المكوّن من 3 ضباط».