تبادل عشرات من قادة الموالاة والمعارضة الجزائرية، الاتهامات والانتقادات في تجمعَين كبيرَين عُقدا في ضاحيتين مختلفتين للعاصمة، ففي حين اكتفى معارضون بدعوات رمزية إلى «انتقال السلطة» في تجمعهم، نظمت الموالاة استعراضاً جماهيرياً حضره الآلاف من أجل «دعم الرئيس» عبد العزيز بوتفليقة. وشارك الآلاف في تجمع جماهيري في القاعة البيضاوية في أعالي العاصمة الجزائرية، تحت شعار «مبادرة بناء الجدار الوطني»، شارك فيها عدد من الوزراء وأبرز قادة الأحزاب الموالية يقودهم عمار سعداني الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» صاحب الغالبية البرلمانية. وغاب «التجمع الوطني الديموقراطي»، ثاني أكبر أحزاب الموالاة، عن التجمع، ما رسّخ للشرخ بين أكبر حزبين مواليين، وما قد يمهد لسيناريو انقسام في الولاءات التي تضع حسابات الانتخابات الرئاسية المقبلة في الميزان. واستبق سعداني هذا التجمع بتوجيه انتقادات غير مسبوقة لأحمد أويحي، أمين عام «التجمع الوطني الديموقراطي»، مدير ديوان الرئاسة. وخاطب سعداني، أويحيى بكلمات قاسية قائلاً: «أنت غير مخلص لبوتفليقة، تريد كرسي الرئاسة، وليس لك موقع ولا تزال تعيش بعقلية التسعينات، وها أنا أعلن الطلاق البائن معك». ويشير مراقبون إلى أن كلام سعداني مؤشر إلى بداية بروز ترتيبات جديدة قد تُبعد أويحي من الساحة السياسية. وتذكّر حدة انتقاد سعداني لأويحيى بنقده العنيف لقائد الاستخبارات السابق محمد مدين. وبات كلام سعداني يُعدّ مؤشراً إلى توجهات السلطة، فقبل أسابيع مهّد لتبرئة وزير الطاقة السابق شكيب خليل وخاض حملة لمصلحته ممهداً لعودته إلى البلاد عبر مطار وهران. على الجهة المقابلة، التقى مئات المعارضين في قاعة بزرالدة في الضاحية الغربية للعاصمة، في ثاني تجمع كبير لما يُعرَف ب «هيئة التشاور والمتابعة»، وألقى قادة أحزاب هذا التكتل كلمات طالب بعضهم خلالها بانتخابات رئاسية مسبقة وبانتخاب هيئة تقود مرحلة انتقالية. بيد أن أبرز حزب سياسي في المعارضة، «جبهة القوى الاشتراكية» لم يشارك في اللقاء، كما لم يحضره عدد من رؤساء الحكومات السابقين وغاب عنه قياديو الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة.