طهران، فيينا، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - توجّست الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من دعوة ايران مندوبين من روسيا والصين والاتحاد الاوروبي ودول عربية ونامية، مستثنية واشنطن ولندن وباريس وبرلين، لزيارة منشآتها النووية، قبل جولة المفاوضات المقبلة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والمقررة في اسطنبول أواخر الشهر الجاري. واعتبرت الولاياتالمتحدة الدعوة «تهريجاً» و «خدعة»، لا يمكن ان يحلا مكان «تعاون شفاف» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما رأى ديبلوماسي فيها محاولة ايرانية لشقّ الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، قبل محادثات اسطنبول. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست: «سفراء دول من الاتحاد الاوروبي وممثلون عن دول عدم الانحياز وعن مجموعة الدول الست، دعوا لزيارة المواقع النووية». وأضاف ان «هذه الزيارة ستُنظم قبل اجتماع اسطنبول»، معتبراً انها «تشكّل مؤشراً جديداً على حسن نية» بلاده في ما يتعلق بتعاونها مع الوكالة الذرية. في فيينا، قال المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر الذي سلّم الدعوة في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن «هذه الزيارة ستتم في 15 و16 كانون الثاني (يناير)»، موضحاً ان «السفراء لدى الوكالة مدعوون لزيارة منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز ومنشأة آراك التي تعمل بالمياه الثقيلة». وأشار الى ان الدعوة «تتماشى مع سياستنا النووية الشفافة». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسي قوله ان الدعوة وُجّهت الى روسيا والصين ومصر ومجموعة عدم الانحياز في مجلس محافظي الوكالة الذرية وكوبا ودول الجامعة العربية في الوكالة، اضافة الى هنغاريا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وأكدت الصين تسلمها الدعوة، فيما نفت الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والمانيا تسلّمها دعوة مماثلة. واذ أعلنت هنغاريا تسلّمها الدعوة، اشارت الى انها تتشاور في هذا الشأن مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون والدول الاعضاء في الاتحاد. لكن وكالة «رويترز» نسبت الى مسؤول اميركي قوله ان «هنغاريا التي دُعيت بوصفها رئيسة للاتحاد الاوروبي، رفضت الدعوة». وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي: «ما زلنا نحاول تحديد من هم على لائحة الدعوة الايرانية. نحن لسنا على اللائحة». وأضاف: «سبق ان رأينا ايران تمارس تهريجاً مشابهاً. إنها محاولة لصرف الانظار عن عدم احترامها لالتزاماتها تجاه الوكالة الذرية». وزاد: «أياً تكن الخدعة التي تنوي ايران القيام بها، لا يمكن ان تحلّ مكان ضرورة التعاون بشفافية مع الوكالة الذرية». في الوقت ذاته، ذكّرت فرنسا بأن «التفتيش في ايران من صلاحيات الوكالة الذرية»، فيما اعتبرت بريطانيا ان «زيارة مُراقبَة بإحكام الى منشآت منتقاة، لن يوفّر الضمانات التي يطلبها المجتمع الدولي». ونقلت «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسي قوله ان الدعوة الايرانية محاولة لشقّ الدول الست قبل محادثات اسطنبول، فيما نسبت وكالة «رويترز» الى ديبلوماسي غربي بارز رفضه الدعوة، بوصفها أحدث «حيلة» ايرانية تسعى الى تقويض سلطة الوكالة الذرية. وقال: «بدل الردّ على تساؤلات الوكالة والسماح لمفتشيها بالوصول الى اشخاص وخطط ومنشآت، يدعون مبعوثي دول لدى الوكالة ليأتوا ويقومون بمهمة التحقق التي يجب ان تقوم بها الوكالة». الى ذلك، أفادت برقيات ديبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس»، بأن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أبلغ واشنطن بأن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سعى الى إبرام اتفاق لتبادل الوقود النووي مع الغرب العام 2009، لكنه واجه ضغوطاً داخلية من متشددين اعتبروا الصفقة «هزيمة فعلية». على صعيد آخر، انتقد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي تصريحاً نُسب الى رئيس أذربيجان إلهام علييف، يؤكد فيه أنه «زعيم الأذريين في العالم». وقال: «هذه التصريحات ضرب من الخيال وليست ظاهرة جديدة لدى زعماء أذربيجان. هذه مشكلتهم لأنهم يشعرون بنقص في هذا الشأن». وشدد على أن الأذريين في إيران «يفتخرون بكونهم ايرانيين». لكن مهمان برست اكتفى باعتبار ان تصريح علييف «لم يُنقل في شكل صحيح». ويشكّل الأذريون نحو ربع سكان ايران. من جهة أخرى، حذر مهمان برست من ان حملة اعلامية في المانيا تستهدف الافراج عن صحافيين المانيين معتقلين في ايران خلال إجرائهما مقابلة مع نجل الايرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالاعدام رجماً، ستؤدي الى «نتيجة عكسية»، مؤكداً ان القضاء الايراني «مستقل تماماً ولا يخضع في قراراته الى الضغط».