لم يتوانَ رجل الأمن الأول في السعودية في صد أي هجوم ضد بلاده لوجود عدد من مواطنيها ضمن الإرهابيين، إذ يحرص دائماً على توضيح طبيعة الشعب السعودي وطبيعة تمسكه بالعقيدة، مؤكداً أن الإرهابيين ضد العلماء السعوديين ذاتهم، بل وصلوا إلى تكفيرهم فضلاً عن تكفير المسؤولين والشعب السعودي. واعتبر النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز الحملة الموجهة ضد بلاده، غير مبررة بصفتهم لا يشكّلون سوى قلة قليلة، كما أنهم لا يمثلون الإسلام بأي حال من الأحوال بل إنهم خارجون عنه. ويؤكد النائب الثاني دائماً سعي المملكة لإعادة أبنائها في معتقل غوانتانامو، بقوله: «نحن مهتمون بإعادة السعوديين في المعتقل حتى لو بقي شخص واحد». ويشدد على دور إعلام بلاده في إيصال هذه الرسالة إلى الشعوب الأخرى، معرباً عن أمله في أن تقوم الاستراتيجية الفكرية أو الأمن الفكري بذلك، عاداً إيصالها إنجازاً كبيراً للمملكة والمسلمين عموماً ولجميع دول العالم. وأكد الأمير نايف للصحافيين بعد توقيعه ليل أول من أمس اتفاقاً أمنياً مع وزير داخلية ألمانيا الدكتور ولفقانق شويبلي، أنه ركز خلال المحادثات معه على شرح موضوع بعد الإرهاب عن الإسلام حتى يكون هذا معلوماً لدى المسؤولين الأمنيين الألمان، كما سبق أن أوضحته المملكة لدول صديقة أخرى. وأوضح الأمير نايف أن الاتفاق الذي وقّع ليل أول من أمس مع ألمانيا، اشتمل على التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة ومكافحة المخدرات، مؤكداً أن وزارة الداخلية في المملكة تهتم بحال المواطن السعودي في الخارج سواء له أو عليه. وعن الرعاية الصحية المقدمة للشيخ عبدالله بن جبرين الذي يعالج حالياً في ألمانيا، أكد أن هذا الموضوع تم التطرق له خلال محادثاته مع الوزير الألماني الذي وعده بتقديم جميع الرعاية له حتى يعود إلى أرض الوطن سالماً معافى. وكشف النائب الثاني أن المسؤولين في الداخلية السعودية أوضحوا للوفد الألماني الأمني الذي يزور المملكة برئاسة وزير الداخلية الدكتور ولفقانق شويبلي حالياً حقيقة الدعوى المرفوعة ضد الشيخ عبدالله بن جبرين بأنها دعوة غير صحيحة لا أساس لها، لأنه لا يمثل أي جهاز رسمي، وقال ان الوفد الألماني وعد بأن «الشيخ ابن جبرين» لن يمس بأي شيء. وأوضح الأمير نايف أنه أكد للمسؤولين الألمان أن المواطن السعودي يحترم الآخرين، ولا يزور بلداً إلا من أجل غرض معين وهو العلاج أو الزيارة أو السياحة أو التجارة أو التعليم. وأضاف: «دورنا أن نعرّفهم بتكوين المجتمع السعودي والترابط الأخلاقي والأسري فيه الذي رسخته العقيدة في المسلم». وأشار إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى ما يوطد العلاقات بين البلدين الصديقين. وحول تقويمه لمستوى التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، قال الأمير نايف: «هناك تعاون جيد بيننا وبين العديد من دول العالم في تبادل المعلومات وتبادل القضايا وكذلك التعاون الإقليمي مع الدول العربية عموماً ومع دول مجلس التعاون خصوصاً». وتابع: «نحن مؤمنون ونعمل على إيجاد قنوات تعاون إيجابية وعملية مع كل الأجهزة الأمنية في العالم، مع أننا نطمح إلى الأكثر وهو التعرف والتحليل الواقعي للإرهاب ومعرفة أسبابه، ونأمل بأن يكون هناك تعاون دولي لتجفيف منابع الإرهاب وإعادة هؤلاء الإرهابيين إلى مجتمعاتهم صالحين». وبشأن الأحداث في اليمن، أكد النائب الثاني وقوف المملكة إلى جانب اليمن في أي شيء يريده. من جهته، قال وزير الداخلية الالماني رداً على سؤال ل«الحياة» إن الإرهاب يعتبر تهديداً مشتركاً للسعودية وألمانيا، ولن نستطيع أن نتغلب عليه إلا بالتعاون الجيد ممثلاً بالاتفاق الموقع الذي وضع أساساً أكبر للتعاون في المجال الأمني.