شدد مدير جامعة أم القرى المشرف العام على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور بكري بن معتوق عساس على الأهمية التاريخية لمدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقال في كلمة له خلال افتتاح الملتقى العلمي ال 17 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة في جامعة طيبة بالمدينةالمنورة أمس: «ما من مدينتينِ في تاريخِ البشريةِ ارتبطتا بمثلِ ما ارتبَطَتْ به مكةُالمكرمةُوالمدينةُ المنوَّرةُ، فالرِّباطُ الذي يربِطُ هاتينِ المدينتينِ المقدَّستَيْنِ رباطٌ عجيبٌ، ونسيجٌ من تُرابِ الأرضِ وسَحَابِ السماءِ، ومزيجٌ منْ عطاءِ الدنيا وثوابِ الآخرةِ نَزَلَ الوحيُ في المدينةِ المنوَّرةِ كما نزلَ في مكَّةَ المكرمةِ، وحُرِّمتْ المدينةُالمنورةُ كما حُرِّمتِ مكَّةُ المكرمةُ». وأشاد مدير جامعة أم القرى بالرعاية والاهتمام اللذين تلقاهما المدينتان المقدستان من القيادة في المملكة، لافتاً إلى أن «معهد خادمِ الحرمين الشريفين لأبحاثِ الحجِّ والعمرةِ ليس إلا معلماً واحداً من معالمِ هذه الجهودِ المباركةِ». وأوضح أن «قرابةُ نصفِ قرنٍ مرَّ منذُ بدأ هذا المعهدُ نشاطهُ كوحدةٍ بحثيةٍ تابعةٍ لجامعةِ الملكِ عبدِالعزيز، وخلالَ هذه العقودِ الخمسةِ تمكنَ المعهدُ من إجراء مئاتِ الدراساتِ، وتقديمِ مئاتِ المشاريعِ، وعقدِ عشراتِ اللقاءاتِ والمنتدياتِ، كلُّ ذلك خدمةً لضيوف الرحمنِ»، مشيراً إلى أن «الأميرِ نايفِ بنِ عبدِالعزيز - رحمه الله- كانت له اليدُ الطُّولى في ترسيخِ قيمةِ هذا المعهدِ باعتبارِهِ المؤسسةَ العلميةَ الوحيدةَ المخوَّلةَ بإعدادِ وتقديمِ وتنفيذِ الدراساتِ العلميةِ المتعلقِةِ بالحجِّ والعمرةِ والزيارةِ». وأضاف: «ها أنتم تحملْون الرايةَ َ من بعدِهِ، وسرتُمْ سيرةَ أبيكم في القيامِ على شؤونِ الحجِّ والعمرةِ، وأوليتُم هذا المعهدَ مثلَ ما أولاهُ - رحمه الله - من عنايةٍ واهتمامٍ ورعايةٍ وبذلٍ، حتى استوى على سوقِهِ معهداً علمياً عملياً يسرُّ الناظرين وليس تشريفكم اليومَ إلا دليلاً من دلائلَ لا تُحصى على هذهِ العنايةِ والرعايةِ». واختتم قائلاً: «إنَّ جامعةَ أم القرى لتعتزُّ بما أكرمَها الله به من القيامِ على هذا المعهدِ المباركِ، ومن المشاركةِ الفاعلةِ في العديدِ من مشاريعِ بيتِ الله الحرامِ، والمشاعرِ المقدسةِ، وما كان لها أن تقومَ بواجبِها في ذلكَ لولا الدعمُ السخيُّ المتواصلُ من خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، فشكر الله لهم، وجزاهم جميعاً عنا وعن المسلمين خير الجزاءِ، والشكرُ كذلك إلى أمير منطقةِ المدينةِالمنورةِ فيصلِ بنِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ على استضافتِهِ لهذا الملتقى، ورعايتِهِ لفرعِ المعهدِ بالمدينةِالمنورةِ».