دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الساحة السياسية إلى التحلي بالأخلاق والمسؤولية حيال إطلاق التصريحات والوعود الانتخابية التي تؤثر في المجتمع الإيراني وأمنه واستقراره وتخدم أهداف العدو. وقال خلال مراسم تخريج دفعة من ضباط «جامعة الإمام الحسين» التابعة ل «الحرس الثوري» أمس، إن أعداء إيران يخططون لاستهداف إيران في إطار برامج قريبة وبعيدة المدي، مشيراً إلي أن هذه الانتخابات يمكن أن تكون مصدر عزّة وشرف كما يمكن أن تكون مصدراً للضعف والوهن والمشكلات. ورأي أن «العدو يخطط علي المدي القريب لإيجاد الفوضى والفتنة في البلاد لحرمان الجمهورية الإسلامية من الاعتزاز بالانتخابات التي تجريها بعد أن نجحت في توفير الأمن في محيط مملوء بالفوضي والأزمات»، معتبراً أن «هدف الأعداء على المدى المتوسط هو القضية الاقتصادية والوضع المعيشي للشعب، فهو يهدف أن يبقى الاقتصاد متوقفاً وأن يبقى أعرجاً، ويكون العمل والإنتاج في البلاد ضعيفين، وتكون البطالة عنواناً أساسياً يطاول الشعب من أجل إفقاد الأمل لدى الشعب بالجمهورية الإسلامية بسبب الوضع المعيشي». ولفت إلي أن «هدف العدو علي المدي البعيد هو تغيير أسس النظام الإسلامي، لكنهم تلاعبوا بالمصطلحات عندما قالوا إنهم يريدون تغيير السلوك الإيراني بعدما عجزو من إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية». وأكد أنه أبلغ المسؤولين المعنيين بأنّه لا يوجد فرق بين مصطلحي تغيير النظام وتغيير سلوك النظام وأن «تغيير السلوك يعني الابتعاد من خط الإسلام والإمام الراحل ورويداً رويداً نتخذ موقع الطرف المقابل، بما يعني في نهاية الحال إنهاء النظام الإسلامي»، مشيراً إلي أن قضية أمن الانتخابات قضية مهمة للغاية و «على جميع المسؤوليين في السلطة القضائية وقوى الأمن الداخلي ووزارة الداخلية وبقية الأجهزة مراقبة وحفظ أمن الانتخابات». وقال إن «الجمهورية الإسلامية» ليست حديثة العهد في إجراء الانتخابات لأنها تجريها منذ 38 سنة و «نعلم من هؤلاء الذين يتدخلون في الانتخابات ومن الممكن أن يتغلغلوا في بيئات فكرية معينة ويوجهون العداء والأفكار السلبية لكنهم لا يستطيعون الوصول إلي أهدافهم». قريبة روحاني إلي ذلك، ذكر النائب الأصولي مجتبي ذو النور أن السلطات القت القبض علي زوجة شقيق الرئيس حسن ورحاني في بيت أحد المنجمين الذي أفاد بأنه حصل منها علي 10 مليارات تومان (2 مليون و600 الف دولار تقريباً)، نتيجة القراءة التي أعطاها لها في شان حوادث المستقبل، مشيراً إلي أن أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني منع متابعة القضية قضائياً، لكن النائب لم يذكر متي تم اعتقال زوجة حسين فريدون شقيق روحاني. وأمام 170 نائباً برلمانياً التقي بهم أمس، أشار الرئيس روحاني إلي المشكلات الجمة التي استلمها من سلفه الرئيس أحمدي نجاد وتحديداً في المجال الاقتصادي، لافتاً إلي أن حكومته نجحت في تذليل الكثير من هذه المشكلات. وقال إنه لا يقول بخلو الاتفاق النووي من نواقص وإشكالات، لكنه قال إن ما تم كان أفضل ما يمكن التوصل إليه و «نحن غير نادمين علي ما قمنا به»، مشيراً إلي الوعود التي يعطيها المرشحون الآخرون، تحديداً في ما يخص زيادة قيمة الدعم المالي للمواطنين، وهي ممكنة لكنها تسبب زيادة كبيرة في نسبة التضخم وتدفع البلاد إلي الحالة التي تعيشها فنزويلا. ورأت مصادر مطلعة أن تغييرات جدية سيجريها روحاني في حال فوزه بالانتخابات علي التشكيلة الوزارية لتعيين وزراء شباب بدلاً من الوزراء الحاليين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 68 سنة، فيما يتم تداول اسم سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي السابق لأحد ثلاثة مناصب في حال فوز ابراهيم رئيسي، وزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي أو نائب رئيس الجمهورية، إذ ينشط جليلي في الحملة الانتخابية لرئيسي. ومن المفترض أن تجرى غداً الجمعة آخر المناظرات التلفزيونية وستخصص للموضوع الاقتصادي في الوقت الذي ذكر الناشط الإصلاحي عبدالله ناصري أن المرشح إسحاق جهانغيري قد يعلن انسحابه من الانتخابات لمصلحة روحاني، فيما لا تزال التكنهات سارية في شأن نيات المرشحين الأصوليين ابراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف، إذ من غير المؤكد انسحاب قاليباف لمصلحة رئيسي.