أثار إعلان المسؤول في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك عن إعادة سكان بلدة الطفيل اللبنانية والتي تقع ضمن الأراضي الحدودية المتداخلة بين لبنان وسورية، اليوم الثلثاء إلى بلدتهم التي هجروا منها قبل أكثر من 3 سنوات بطلب من الحزب في حينه، حفيظة وزارة الداخلية مثلما أثار أسئلة عما يجري على الحدود. ونفت أمس، وزارة الداخلية «أي تنسيق أو تعاون من قبل أجهزتها مع أيّ حزب أو طرف أو جهة أمنية أو سياسية، في شأن نقل بعض وسائل إعلام خبراً عن عودة أهالي الطفيل إلى بلدتهم نقلاً عن الشيخ يزبك، الذي أعلن استكمال إجراءات العودة بحمى القوى الأمنية الثلثاء (اليوم) على أن تتولّى تدابير العودة وزارة الداخلية». وأشارت الوزارة في بيان إلى أن «من حقّ الأهالي أن يعودوا إلى بلدتهم تحت حماية الدولة وبإشرافها، ويتمنّى الوزير نهاد المشنوق أن يعودوا اليوم قبل الغد، شرط أن تتوافر لهم شروط العودة الآمنة، كما يتفهّم الوزير المشنوق حجم المعاناة التي يرزح الأهالي تحتها منذ خروجهم من بلدتهم، ويتعاطى مع الموضوع بأعلى درجات المسؤولية، لكن وزارة الداخلية لا تُكلّف بتصريحات عبر المنابر، ولا بكلمة من سماحة الشيخ يزبك أو من أيّ حزب آخر، وهي تعرف مسؤولياتها الوطنية والأمنية وكيفية ممارستها وتطبيقها». وكان يزبك أكد مساء أول من أمس، من بعلبك «استكمال الإجراءات لعودة أهالي بلدة طفيل إلى بلدتهم بحمى القوى الأمنية اللبنانية الثلثاء على أن تتولى تدابير العودة وزارة الداخلية»، مطالباً الدولة «بتحمل مسؤولياتها تجاه أبناء البلدة». وقال: «اضطررنا أن ندخل إلى سورية لندفع عن لبنان واللبنانيين وعن مجتمعنا الأخطار، وهذا الأمر لم يكن منطلقه طائفياً ولا مذهبياً، والحمد لله جرى أخيراً ما كنا نرغب بأن يحصل من مصالحات، وتهيأت الأسباب للعودة إلى حضن البلدة والبيت والأهل في طفيل، وكنا نسمع مطالب الأهالي بالعودة ونتألم، لأننا كنا نخاف من أخطار الآخرين الذين لا يرحمون، واليوم سنحقق العودة الكريمة بعد غد عندما تكون الطريق آمنة، والدولة اللبنانية تريد عودة أبنائها وعليها أن تتحمل المسؤولية، والثلثاء إن شاء الله الكل سيرجع إلى البلدة ليكون مستقراً في بيته، ونحن والدولة في خدمته». وقال: «نتطلع إلى بلدة عرسال العزيزة عندما لا يعود في جرودها من يعكر صفو أمنها». وأمل يزبك أن «تكون العودة إلى طفيل مقدمة لعودة كل الذين نزحوا من سورية إلى لبنان». ونفى متابعون لمسألة طفيل في منطقة بعلبك- الهرمل أن يكون استكمال الطريق إلى طفيل وتعبيدها من قبل «حزب الله» هو تلاعب بالحدود اللبنانية- السورية، وأكدوا أن الطريق هي ضمن الأراضي اللبنانية وكان أهالي طفيل يطالبون بها على مدى توالي الحكومات لكن كانت مناشدتهم تقابل بالإهمال. ومن شأن الطريق تسهيل عبور أهل البلدة إلى بقية المناطق اللبنانية من دون مشقة. علماً أن الطريق تصبح مقطوعة طوال فصل الشتاء بسبب تراكم الثلوج. يذكر أن أهالي طفيل أخرجوا من بلدتهم قبل أكثر من 3 سنوات وتحولوا إلى لاجئين في بلدهم. والبلدة اللبنانية المنسية والتي تقع في أقصى شرق السلسلة الشرقية يسلك أهلها الأرض السورية نزولاً إلى دمشق ويدخلون لبنان من بوابة المصنع. أما خدماتها من كهرباء وماء وطبابة وتعليم فهي من سورية. وتبلغ مساحة البلدة 52 كيلومتراً مربعاً، منازلها فارغة وأهلها من السنّة. وكان «حزب الله» خشي أن يتحولوا إلى مساندة المعارضة السورية في حينه فطلب منهم إخلاءها في اتجاه الأراضي اللبنانية وفتح الحزب في حينه طريقاً ترابية ضمن الأراضي اللبنانية للوصول إليهم لمدهم بالمساعدات في عام 2015 ثم لإخراجهم لاحقاً من البلدة. وكانت وزارة الأشغال أقرت 10 كلم من الطريق الترابية التي تربط لبنان بالطفيل بالخطة الإثني عشرية في 2016، فيما يبلغ طول الطريق نحو 20 كلم. علماً أن المسافة إلى البلدة نحو 22 كلم إلى حام اللبنانية و37 كلم إلى بعلبك. ويحد البلدة من الشمال منطقة عسال الورد السورية، ومن الجنوب سهل رنكوس والشرق حوش العرب، يبلغ تعداد سكانها نحو 4200 نسمة، 700 منهم سوريون، و3500 من اللبنانيين، أما عدد المقيمين من اللبنانيين قبل الأزمة فكان نحو 2000 شخص، وفيها 800 ناخب لبناني.