استبق البطريرك الماروني بشارة الراعي احتمال لجوء أطراف الى تطيير نصاب الثلثين لجلسة البرلمان الأربعاء المقبل المخصصة للدورة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية، بتجديد دعوته الى «ضرورة أن يلتزم النواب حضورها والاقتراع بحكم الوكالة الملزمة المعطاة لهم من الشعب لهذه الغاية واختيار أفضل رئيس للبلاد تقتضيه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية ويكون على مستواها...». (راجع ص 7) وجاء كلام الراعي في رسالته لمناسبة عيد الفصح المجيد الذي تحتفل به الطوائف المسيحية في لبنان أمس قبل 4 ايام من موعد الجلسة في ظل مداولات تجريها الكتل النيابية التي يتدارس بعضها، لا سيما «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي بزعامة العماد ميشال عون الموقف من حضور الجلسة أو عدم حضورها في مواجهة ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فضلاً عن معلومات عن استعداد رئيس حزب «الكتائب» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل لإعلان ترشحه بقرار يصدر عن المكتب السياسي للحزب، غداً الإثنين. وفيما تتجه المداولات ضمن قوى «14 آذار» الى تأييد كتلها النيابية جعجع في الدورة الأولى، علمت «الحياة» أن ترشح الجميل لن يتم بهدف منافسة جعجع في جلسة الأربعاء، بل من أجل التفاوض على حصوله على تأييد حلفائه في الدورة الثانية من الانتخاب التي توجب حصول المرشح على أكثرية النصف زائد واحداً من أصوات البرلمان (65)، بعد فشل جعجع المرتقب في الحصول على أكثرية الثلثين (86 نائباً) في الدورة الأولى الأربعاء المقبل. إلا أن مصادر في «القوات اللبنانية» ابلغت «الحياة» أن جعجع سيمضي في ترشحه في الدورات الأولى والثانية والثالثة ليجري التفتيش عن خيار آخر من جانب قوى «14 آذار» بعدما يتأكد أنه لن يحصل على أكثرية ال65 نائباً. وواصلت «القوات اللبنانية» جولتها على القيادات السياسية لتسليمها برنامج جعجع الذي أعلنه الأربعاء الماضي، فزار وفد من النواب ستريدا جعجع، جوزف المعلوف، فادي كرم والقياديين في «القوات» طوني كرم وإدي أبي اللمع، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون لهذه الغاية عصر أمس. وكرر عون أمام الوفد القول إن موقفه من الاستحقاق الرئاسي سيعلنه بعد اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الثلثاء المقبل. وينتظر أن يلتقي وفد «القوات» في الساعات المقبلة الرئيس الجميل، ثم «حزب الله» ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط ورئيس البرلمان نبيه بري. وقالت مصادر في قوى «14 آذار» ل «الحياة» إنه في وقت يترقب الوسط السياسي موقف عون من حضور جلسة الأربعاء ومعه «حزب الله»، وكذلك المداولات التي يفترض أن تُجرى بين «الكتائب» و «القوات» حول موقف الأول من دعم ترشح جعجع على الأقل في جلسة الأربعاء، وهل يجير أصوات نوابه الخمسة لمصلحته، ينتظر أن يصدر بيان عن كتلة «المستقبل» النيابية بتأييد جعجع. وكان رئيس الكتلة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة زار أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعرض الاستحقاق الرئاسي. ونقل زوار الرئيس بري عنه توقعه أن تُعقد جلسة الأربعاء وأن يحصل النصاب فيها، لكن انتخاب الرئيس شيء آخر، مرجحاً أن يضطر الى الدعوة الى جلسات عدة لاحقاً من أجل الدورة الثانية من الانتخاب، لأن أياً من المرشحين المطروحين لن يحصل على الأصوات المطلوبة من دون توافق الفرقاء. وفهم زوار بري منه أن الجلسات اللاحقة لجلسة الأربعاء قد لا تُعقد إلا إذا حصلت الصفقة التي تتيح انتحاب الرئيس بأكثرية 65 نائباً أو أكثر. وقال زوار بري في تفسيرهم توقعه عقد جلسة الأربعاء، إن رئيس البرلمان يتساءل ما إذا كان الفرقاء المسيحيون يستطيعون أن يأخذوا على عاتقهم تطيير النصاب أمام إلحاح البطريرك الراعي والرأي العام على وجوب عقد الجلسة. وفي موازاة ذلك، أكدت مصادر متصلة بأحد أقطاب قوى «8 آذار» أنه يستبعد أن ينتخب رئيس للبنان قبل 25 أيار (مايو) المقبل، وقبل انتخابات الرئاسة السورية المنتظرة في حزيران (يونيو) المقبل، ما يعني حصول فراغ رئاسي. من جهة ثانية، ترأس وزير الداخلية نهاد المشنوق اجتماعاً حضره قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية من أجل اتخاذ التدابير المناسبة لتأمين طريق من وإلى بلدة الطفيل اللبنانية التي يمرّ طريقها الى لبنان بالأراضي السورية، حيث يتعرض سكانها للأخطار نظراً الى وقوع البلدة بين الجيش النظامي السوري وقوى المعارضة المسلحة. وحضر الاجتماع مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا. وقال المشنوق إن حضوره كان «لأن حزب الله جزء من الاشتباك داخل سورية وموجود عسكرياً في تلك المناطق وداخل سورية ولا يمكن أن نضع خطة لإخراج اللبنانيين من الطفيل من دون التنسيق معه». وقالت مصادر المجتمعين إن الطريق الذي جرى تأمينه لخروج أهالي القرية الى مناطق لبنانية أخرى في البقاع سينسحب منه «حزب الله» وتتولى الأمن فيه القوى الأمنية اللبنانية الشرعية. ويعاني أهالي البلدة أوضاعاً مأسوية بسبب صعوبة تنقلهم بين مناطق يسيطر عليها الجيش النظامي وأخرى تنتشر فيها قوات المعارضة. وأفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام مساء أمس بأن مخابرات الجيش اللبناني أوقفت مجموعة من المسلحين السوريين قرب بلدة بيت لهيا في منطقة راشيا في البقاع الغربي كانوا يعبرون الأراضي اللبنانية من الأراضي السورية في انتقالهم الى منطقة سورية أخرى. وتردد أنهم ينتمون الى «جبهة النصرة».