شاركت عشرات الآلاف من النساء في «مسيرات ضد القمع» في فنزويلا، هاتفات ل «الحرية» كما قدّمن وروداً لشرطيين منعوهنّ من إكمال مسيرتهنّ. ويأتي ذلك في إطار احتجاجات متصاعدة مناهضة للرئيس نيكولاس مادورو، أوقعت 38 قتيلاً ومئات الجرحى في غضون الأسابيع الخمسة الماضية. ونُظمت المسيرات في أبرز مدن فنزويلا، وارتدت خلالها النسوة قمصاناً بيضاً، وأدّين النشيد الوطني، وهتفن «من نحن؟ فنزويلا! ماذا نريد؟ الحرية!» و «نريد انتخابات». وارتدت بعضهنّ أقنعة لحمايتهنّ من غاز مسيّل للدموع ورصاص مطاطي قد تستخدمهما الشرطة، فيما شاركت امرأة مرتدية فستان زفافها. واقتربت متظاهرات من جنود يحملون معدات لمكافحة الشغب، وقدّمن لهم وروداً بيضاً، وطالبوهم بالانضمام إليهنّ. وسألت امرأة الجنود: «ماذا ستقولون لأولادكم؟». لكن خطوطاً من شرطيين ومن أفراد الحرس الوطني، مع سيارات مدرعة، أوقفوا المسيرات في نقاط عدة، فيما ندد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز بالاحتجاجات، معتبراً أن «إرهابيين» معارضين يحاولون شنّ حرب غير تقليدية. وتعاني النساء غالباً من وطأة أزمة اقتصادية طاحنة في فنزويلا، بسبب نقص واسع في الغذاء والدواء، ومن ارتفاع في الأسعار وتفاقم الجوع في البلاد التي يقطنها 30 مليون فرد. واضطُرت نسوة إلى بيع شعورهنّ على الحدود مع كولومبيا، لاستخدام المال في سدّ حاجات عائلاتهنّ. وقالت مدرّسة خلال مسيرة النساء في كراكاس: «دعونا نصوّت، وسينتهي ذلك. هناك معاناة هائلة في فنزويلا، وإذا اضطُررنا سنعطي حياتنا في الشارع، إلى أن يرحل مادورو». في المقابل، قالت متظاهرة في مسيرة نسائية مؤيّدة للحكومة، نُظمت في كراكاس، أن المسيرة «تناهض إرهاب المعارضة»، واتهمتها ب «تدمير كل شيء». إلى ذلك، تطرّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الوضع المتدهور في فنزويلا، إذ قال في اتصال هاتفي مع نظيره البيروفي بيدرو بابلو كوزينسكي أن «الولاياتالمتحدة ستعمل مع البيرو سعياً إلى تحسين المؤسسات الديموقراطية ومساعدة شعب فنزويلا».