لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - قدمت الإدارة الأميركية «هدية» إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا فور وصوله إلى واشنطن، واعتبرت مكاتب التكتل المعارض «بعثات خارجية»، بما يتضمن ذلك من مزايا قانونية، إضافة الى طلبها من الكونغرس تقديم 27 مليون دولار للمعارضة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن تغيير الواقع على الأرض «لا مفر منه» للوصول إلى حل سياسي، داعياً نظام الأسد إلى «تأجيل الانتخابات» الرئاسية. (للمزيد) وقال المبعوث الاميركي دانيال روبنستين، إن زيارة الجربا على رأس وفد ضم قائد «الجيش الحر» عبد الإله البشير وعدداً من القادة السياسيين «في غاية الأهمية»، وإن إدارة الرئيس باراك اوباما ستزيد من مساعداتها للمعارضة. ولفت الى عدم إمكان التعليق على ما اذا كانت واشنطن ترسل مساعدات مسلحة أم لا، إنما أكد التزامها وقناعتها بضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض، في حين قالت ل «الحياة» ريم علاف مستشارة الجربا، إن «الائتلاف» يرحب بقرار واشنطن باعتباره «خطوة إيجابية تقربنا أكثر من القدرة على مساعدة الشعب السوري وتفتح الطريق لاحقاً لحل مشاكل إجرائية للسوريين» يتعلق بعضها بجوازات السفر. وكان مقرراً أن يلتقي الجربا مساعدة وزير الخارجية ويندي تشرمان مساء أمس، على أن يلتقي وزير الخارجية جون كيري لاحقاً. وأوضح مسؤول أميركي رفيع آخر إن محادثات وفد «الائتلاف» ستتناول «إعادة تعريف المعارضة المعتدلة والدعم لهذه المعارضة والجهود الدولية لتقوية هذا الدعم والبحث بعدم شرعية الانتخابات المقبلة في سورية»، إضافة إلى «التزام زيادة الدعم لأعضاء المعارضة المدنية والمسلحة». ولمح المسؤول إلى أن الاعتراف بالائتلاف كبعثة خارجية رسمية لا يمنح الحصانة الديبلوماسية، لكنه «يقوي الائتلاف وآلية التواصل مع الجالية السورية» وعلاقته مع الادارة لناحية إيصال مساعدات للمعارضة على الأرض. وقال المسؤول إن واشنطن تزيد من «المساعدات غير المسلحة» للمعارضة، كما تكثف اتصالاتها مع «النواة الصلبة» التي تضم 11 من «مجموعة أصدقاء سورية» لتقديم سلة من المساعدات. وأوضح رداً على سؤال، أن واشنطن «لن تدخل في تفاصيل كل أنواع المساعدات التي تقدمها»، مشدداً على ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض، وعلى أن الجولات الإقليمية التي قام بها مسؤولون أميركيون ركزت على تقديم المساعدات ووقف «الدعم لمجموعات متطرفة». وأشار المسؤول إلى أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من الشهر المقبل «غير شرعية وتتناقض مع بيان جنيف وليس لديها أي صدقية». وقال: «نحن نعتقد أن على النظام تأجيل الانتخابات». وقال ناطق باسم «الائتلاف» في واشنطن عبي شهبندر ل «الحياة»، إن الاعتراف بالائتلاف كبعثة خارجية «هو خطوة أولى في الطريق نحو سورية الجديدة ويمنح الائتلاف امتيازات لتمثيل السوريين في الولاياتالمتحدة، وهو ضربة ضد شرعية النظام وتعكس مدى التقدم الذي أحرزته المعارضة». ميدانياً، أفادت شبكة «سمارت» المعارضة أمس، بأن مقاتلي «الجيش الحر» وكتائب إسلامية أطلقوا معركة «الله أكبر» بهدف السيطرة على تلتي المطوق الكبير والصغير وخربة فادي، قرب مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي بين دمشق وحدود الأردن. وأصدرت الهيئة الشرعية في شرق حوران بياناً قالت إنها «برأت» فيه رئيس المجلس العسكري العقيد أحمد فهد النعمة مع «الضمان له حق مغادرة هيئة المحكمة»، ذلك بعدما اعتقلته «جبهة النصرة» قبل يومين. وفي شمال البلاد، قتل وجرح عشرات الأشخاص بغارات ب «البراميل المتفجرة» على حلب، بالتزامن مع مواجهات عنيفة قرب دوار البريج في ريف حلب، حيث دمر مقاتلو المعارضة دبابات. وقال نشطاء إن مقاتلي حركة «حزم» دمروا الدبابات باستخدام صواريخ «تاو» الأميركية، كما دارت اشتباكات في محيط الاستخبارات الجوية. والى شمال شرقي حلب، قتل 58 مقاتلاً في معارك بين «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في دير الزور بشرق سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي قال إن حصيلة المعارك الدائرة من يوم الأربعاء ارتفعت إلى 150.