لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - تقدم مقاتلو «الجيش السوري الحر» امس في بلدة خان العسل التي كانت قوات النظام تسيطر عليها في شمالي غربي حلب، في وقت شنت طائرات حربية ومروحية اكثر من 12 غارة على مدينة سراقب في شمال غربي البلاد. واستمر مقاتلون اكراد في سيطرتهم على مناطق في الشرق، بعد طرد متشددين إسلاميين منها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات في خان العسل، التي قُتل فيها 12 عنصراً من قوات النظام، أسفرت عن سيطرة المعارضة على مقر جمعية الصحافيين، شمال شرقي البلدة. وبث نشطاء فيديو أظهر قيام مقاتل بإطلاق صاروخ قال انه حراري استهدف طائرة حربية كانت تقصف خان العسل. وأطلق مقاتلو المعارضة على عملية الهجوم على البلدة ب «معركة المُغِيرات صبحاً». وامتدت الاشتباكات العنيفة الى حي الراشدين في حلب. وفي مدينة سراقب، غرب حلب، قُتل عدد المواطنين، بينهم ثلاثة أطفال على الاقل، في غارات شنتها طائرات حربية ومروحية على المدينة الواقعة في ريف إدلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ سنة. وبلغ عدد الغارات 12 حتى الظهر. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة». وكان مقاتلون معارضون سيطروا على سرية الحانوت العسكرية في ريف درعا، جنوب البلاد. وأظهر فيديو مقاتلين يحتفلون بالاستيلاء على عدد من الدبابات التي قالوا إنها تخص الجيش النظامي. في غضون ذلك، واصل مقاتلو «قوات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس شعب غرب كردستان» هجومهم على مناطق كان يسيطر عليها متشددون. وانتهت اشتباكات مع مقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بقرى في الحسكة شرقاً، بسيطرة «وحدات حماية الشعب» على حاجز مطحنة الحوارات الموجود على مفترق طرق رئيسية. وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ل «الحياة»، إن «قوات الحماية» بدأت عملياتها «دفاعا عن المناطق الكردية التي قام مقاتلون متشددون بالسيطرة عليها»، مشيراً إلى «توافر معلومات لدينا انهم كانوا بصدد تأسيس إمارة اسلامية في هذه المناطق». واستغرب إعلان أنقرة «قلقها» من هذه التطورات التي «يجب أن تؤدي إلى ارتياح تركي لأننا سنضبط الوضع على الحدود وستكون المناطق مستقرة «. وأشار إلى أن مسؤولين محليين يتواصلون مع الأتراك لتسهيل مرور مساعدات إنسانية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الجيش النظامي استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا «يحاولون تهريب النفط الخام إلى تركيا عبر 15 صهريجاً». سياسياً، عشية لقاء الهيئة السياسية ل»الائتلاف الوطني السوري» في إسطنبول، قال رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا ل «الحياة»، إنه تقصّد القيام بأول زيارة خارجية إلى السعودية «لما لها من موقف سياسي ثابت في دعم خيار الشعب السوري وثورته تجاه النظام الغاشم»، مشيراً إلى انه سيطلب خلال جولته الأوروبية المقبلة «الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام (الرئيس) بشار الأسد». وأشار إلى أن لجنة مشتركة ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الكريم لبحث موضوع تسلم «الائتلاف» سفارات سورية في دول الخليج. وقال: «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار أميركي. وهذا سييسر أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة التي تشكل نصف سورية، ومخيمات اللاجئين». وبعدما قال إن «التطرف بالنسبة إلينا خط أحمر، ولن نسمح به، وسنواجهه»، انتقد الجربا موقف حكومة نوري المالكي. وقال: «للأسف، العراق اليوم يعارض الثورة، ويدعم نظام الأسد، ونحن رصدنا حالات قتل لعناصر من الجيش الحر، أطلقت النيران عليهم من القوات العراقية». وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني قال للصحافيين إن الحديث عن مستقبل الأسد كزعيم لسورية أو «فترة توليه منصب ديكتاتور سورية والحاكم بيد حديدية قد انتهى. وبينما هناك تحولات في ساحة المعركة، فإن بشار الأسد في رأينا لن يحكم كل سورية مرة أخرى ولا نعتقد انه ينبغي أو أن لديه أي حق أو شرعية للقيام بذلك».