أكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان الأمور تسير في اتجاه عقد مؤتمر «جنيف-2» الخاص بالأزمة السورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في النصف الثاني من ايلول (سبتمبر) المقبل، بحيث يلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلو الدول الكبرى والإقليمية بيانات ثم يكلف المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي بالتحرك بين النظام السوري والمعارضة للاتفاق على تشكيل «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة». وأعلن امس ان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا سيزور باريس يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومسؤولين في البرلمان الفرنسي، ضمن جولة تقوده أيضاً الى لندن وبرلين، وصولاً الى قيامه مع رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس بزيارة نيويورك لتقديم ايجاز الى ممثلي مجلس الأمن. كما يقوم اللواء ادريس بزيارة واشنطن الأسبوع المقبل. وكان مقرراً ان يصل الجربا امس الى القاهرة لبحث موضوع المقيمين السوريين في مصر، قبل اجتماع الهيئة السياسية ل «الائتلاف» في اسطنبول اليوم وغداً. وقبل انتخابه رئيساً ل «الائتلاف»، كان جربا يتولى الملف الحساس المتعلق بتسليح المعارضة، وبهذه الصفة شارك في وفود عدة تمثل الائتلاف وزار دولاً عربية وأوروبية لإقناعها بجدوى التسليح. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل انعقاد مجلس اوروبي الاثنين في بروكسل مخصص لبحث الوضع في سورية، ان باريس «لم تغير موقفها» في شأن عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية اسلحة فتاكة. وقال: «في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها. لن نسلم اسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا». في غضون ذلك، قُتل مدير مقام «السيدة زينت» قرب دمشق واستهدف مقاتلو المعارضة مبنى السفارة الروسية في العاصمة السورية. وظهر تطور جديد تمثل بقيام «جبهة النصرة» بضربات استباقية لمنع تشكل «صحوات سورية» على غرار ما حصل في العراق قبل سنوات، لدى تشكيل قادة عشائر كتائب حاربت تنظيم «القاعدة» هناك. وأفاد «المرصد» بأن مقاتلي «النصرة» في مدينة السفيرة في ريف حلب شمالاً، اعتقلوا الطبيب عبد الله الحمدو ب «تهمة تشكيل صحوات مناوئة لها مؤلفة من العشرات من المقاتلين، علماً ان الحمدو كان من اوائل الذين خرجوا في تظاهرات ضد النظام (السوري) في مدينة السفيرة». وفي الوقت نفسه، واصل مقاتلو «قوات الحماية الشعبية» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» تقدمهم في شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلاً فجر نفسه قرب أحد مقار «وحدات الحماية» في ناحية الجوادية (جل آغا) في الحسكة في شمال شرقي البلاد، في وقت سيطرت «وحدات الحماية» على قرية تل علو التابعة لناحية جل آغا (الجوادية) والسويدية وقرية السويدية بين مدينة كركي لكي (معبدة) وبلدة تل كوجر (اليعربية)، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبعض الكتائب المقاتلة ومقاتلي أحزاب كردية. وفي دمشق، قُتل المدير الإداري لمقام السيدة زينب إثر سقوط قذائف على حرم المقام، في وقت قصفت قوات النظام مناطق مختلفة في دمشق مع حصول اشتباكات في حيي برزة البلد والقابون شمال العاصمة. وأعلنت المعارضة انها قصفت بخمسة صواريخ كاتيوشا محلية الصنع مبنى السفارة الروسية في وسط دمشق وأنها «حققت اصابات مباشرة» في المبنى. وفي نيويورك، احتج السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رون بروسور على ما اسماه «الانتهاك الخطير لاتفاق الفصل بين القوات للعام 1974» نتيجة سقوط «وابل من قذائف الهاون التي اطلقت من سورية» وقيام «دبابات وشاحنات ومركبات مصفحة تابعة للقوات الحكومية السورية بالدخول الى المنطقة العازلة». وقال بروسور في رسالة الى الأمين العام وإلى رئيس مجلس الأمن ان «العنف الذي يزلزل سورية اخذ يرسل الصدمات في كل انحاء المنطقة ويهدد بزيادة زعزعة استقرار الشرق الأوسط».