اذا استمر على وتيرته الرائعة كما في عام 2010، سيكون بإمكان الماتادور الإسباني رافايل نادال اللحاق بمنافسه التقليدي السويسري روجيه فيدرر والتتويج بلقب أفضل لاعب كرة مضرب في كل الاوقات. بعدما لاحظ الجميع فيدرر وهو يحرز اللقب تلو الآخر في الأعوام الاخيرة، اعتقد الجميع بأنه يجب انتظار العديد من العقود لإيجاد لاعب قادر على تجريده من الأرقام القياسية الرائعة التي بحوزته، بيد ان نادال الذي كان في ظله منذ سنوات، كشر عن انيابه وبات يشكل من الآن خطراً كبيراً على السويسري واصبح بامكانه في كانون الثاني (يناير) المقبل من خلال التتويج بلقب بطولة استراليا المفتوحة، اولى البطولات الاربع الكبرى، تحقيق انجاز لم يسبق لفيدرر ان حققه وهو الظفر بالالقاب الاربعة الكبرى على التوالي. يبلغ نادال المولود في مايوركا 24 عاماً فقط، وهو اختصاصي على الملاعب الترابية، لكنه بات منذ فترة ليست بالقصيرة منافساً قوياً لفيدرر على الملاعب الاخرى (الصلبة والعشبية)، والدليل على ذلك عدد الالقاب التي توج بها في البطولات الاربع الكبرى والتي رفعها الى 9 بإحرازه ثلاثاً هذا العام، وبات على بعد 7 القاب من الرقم القياسي الموجود بحوزة فيدرر (16 لقباً). ولولا خسارته نهائي بطولة الماسترز امام فيدرر بالذات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في لندن، لعادل نادال انجاز الاميركي اندريه اغاسي الذي يعتبر اللاعب الوحيد المتوج بجميع الالقاب في الكرة الصفراء: البطولات الأربع الكبرى، وكأس ديفيس، وذهبية الالعاب الاولمبية والماسترز. وقال نادال: «لقد كانت سنة رائعة» في اشارة الى تتويجه بثلاثة القاب كبرى (رولان غاروس وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز) وانهائه الموسم في صدارة تصنيف اللاعبين المحترفين بفارق مريح عن فيدرر (3500 نقطة). من كان يتوقع هذا التألق الرائع والحصاد الكبير لهذا الكم من الالقاب الكبرى هذا العام بعدما انسحب من الدور ربع النهائي لبطولة استراليا المفتوحة بسبب الاصابة في ركبته، حتى ان البعض توقع اعتزاله اللعب مبكراً بسبب هذه المعاناة من الاصابة التي بدأت منذ منتصف الموسم الماضي وشكلت أسوأ فترة في مسيرة الماتادور الاسباني. لكن نادال عاد الى تألقه بمجرد عودته الى المنافسة على الملاعب الترابية المفضلة لديه في نيسان (ابريل) إذ توج بلقب دورة مونتي كارلو وكان الاول له منذ تتويجه بلقب دورة روما في 3 ايار (مايو) 2009، أي 11 شهراً و13 دورة دون تتويج. توالت الالقاب بعد ذلك بالنسبة الى نادال، فأحرز القاب دورات روما ومدريد ورولان غاروس وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز وطوكيو رافعاً رصيده الى 7 القاب في ستة اشهر. وافلت من نادال لقب واحد هو كأس ديفيس كونه انسحب مباشرة بعد تتويجه بلقب ويمبلدون من الدور ربع النهائي ففقد منتخب بلاده اللقب بعدما مني بخسارة مذلة امام فرنسا صفر-5. هدفه عام 2011 سيكون كما هي العادة: «تحسين مستواه حتى يكون أفضل من العام الماضي». قالها بتواضع وحذر، لأن المهمة لن تكون سهلة خصوصاً بوجود فيدرر في طريقه، على رغم ان حصيلة المواجهات المباشرة بينهما تميل لمصلحة الاسباني (14 انتصاراً في مقابل 8 هزائم)، علماً بأنهما التقيا 18 مرة في المباريات النهائية. وحقق نادال حتى الان 472 فوزاً في مقابل 101 خسارة (معدل فوز 82.4 %)، وتوج هذا الموسم في سبعة القاب فكان احد اكثر المتوجين، وحصل على 10 ملايين و171 الفاً و998 دولاراً فارتفعت ثروته الى 37 مليوناً و396 الفاً و162 دولاراً منذ احترافه عام 2001.