دعت وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة نورة الكعبي إلى تعميم فكرة «الخلوة الشبابية» التي أطلقتها الإمارات أخيراً للحوار بين الشبان والشابات، مؤكدة نجاح هذه الفكرة، داعية إلى توسيعها للحوار الشبابي للعالم أجمع. وأشارت الكعبي خلال جلسات النقاش بمنتدى اليونيسكو الدولي السابع للمنظمات غير الحكومية والربحية بالشراكة مع جمعية مسك الخيرية أمس، بمدينة الرياض بفندق الفورسيزون، إلى أنه يصل شبابنا في الوطن العربي إلى 200 مليون، وبحسب استطلاع الشباب العربي لعام 2016 فإن 24 في المئة (أي ربعهم) يعتقدون أن عدم توافر الوظائف والفرص سبب لظهور الجماعات المتطرفة، متحدثة عن تفعيل المشاركة الشبابية وأثرها في إحداث التغيير الاجتماعي وسبل الاستفادة المثلى من الجيل الرقمي «الشباب وتأثيره على التغيير الاجتماعي». بدوره، أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي الغفيص في افتتاح المنتدى أن الوزارة حددت ضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، مجموعة من التحديات تبرز منظومة متكاملة من الممكنات التي تسهم في نمو القطاع غير الربحي وتزيد فعاليته الاقتصادية في الناتج المحلي، وتمكّن للعمل التطوعي وتشجع عليه، مبيناً أن الوزارة وضعت عدداً من المبادرات التي دخلت حيز التنفيذ أسهمت في عام واحد في نمو القطاع غير الربحي بنسبة 20 في المئة، وأعطت زيادة ملاحظة في عدد المتطوعين والعاملين في منظمات القطاع غير الربحي. وأشار إلى أن برامج بناء القدرات شملت 12 في المئة من العاملين في القطاع بوظائف مختلفة، وحوكمة الجمعيات والمؤسسات الأهلية بالتغلب على التحديات وتحقيق الطموحات في ما يتعلق بالقطاع غير الربحي وتمكين الشباب وتفعيل أدوارهم في المجتمع، جزء أصيل في رحلة المملكة كما هو كذلك في كل دول العالم. وبين الغفيص أنه بمشاركة أكثر من 350 منظمة غير ربحية محلية ودولية بتمثيل أكثر من 70 دولة، أولت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) فئة الشباب اهتماماً يتجلى في ما تهدف إليه بمساعدة وتمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم وفتح مسارات المشاركة المجتمعية لهم، مع إدراكها التام ومراعاة الفروقات الفردية بين الشباب التي تنتج من اختلاف البيئة والمجتمع الذي ينشأ فيه الشباب والفرص والتحديات التي يواجهها، إذ يظهر ذلك بوضوح في الوسائل المتعددة التي تنتهجها المنظمة من بحوث ودراسات عن أنماط التحولات لدى الشباب وبناء قدرات الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتطوير السياسات المتعلقة بالشباب وإشراكهم في كل ما يتعلق ببناء مجتمعهم. وأبان إلى أن هذا المنتدى ينعقد في مرحلة مهمة تشهد فيها المملكة تحولاً وطنياً في ظل رؤيتها 2030، والتي أولت القطاع غير الربحي اهتماماً كبيراً تجلى في مبادرات التحول الوطني 2020، التي تسعى لتطوير هذا القطاع وزيادة إسهامه في الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية وهو ما يتطلب بالضرورة تحقيق كثير من المستهدفات، ومنها التوسع في مجالات العمل غير الربحي لتشمل كل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية بالمجتمع من خلال وعي وتعليم وتوظيف وإنتاج وصحة وثقافة، بالإضافة إلى الترابط الاجتماعي والمحافظة على البيئة وكذلك توظيف الموارد الطبيعية والبشرية، ويقابل ذلك التوسع الدفع في اتجاه التخصص والاحترافية ليأتي هذا المنتدى شاهداً على هذا الحراك التي تشهده المملكة بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية والتمكين للعمل التطوعي، والتوسع في القطاع غير الربحي تحقيقاً للرؤية التي تسعى لزيادة الحيوية مجتمعياً من خلال تكوين مجتمع يمثل الشباب فيه قوة كبرى. وأوضح وزير العمل أنه في السياق المحلي تبزر مؤسسة «مسك» في استحداث الفرصة لتنمية المجتمع السعودي، وإطلاق طاقات أفراده انطلاقاً من كون الشباب هم الشريحة الأكبر في مكونات هذا المجتمع لتأتي رسالة «مسك الخيرية» بتمكين الشباب ليكونوا عناصر فاعلة ومشاركة في اقتصاد هذا الوطن، كما جاءت هذه الشراكة الاستراتيجية بين «مسك» و«اليونيسكو» في تنظيم هذا المنتدى الحيوي، الذي يركز على دور الشباب في إحداث التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، ويهتم بإبراز القضايا التي يعتني بها العالم وليكون منصة لتبادل الخبرات والتجارب ومساحة مفتوحة لإبداء الآراء وأرضية خصبة لتوالد الأفكار والمشاريع والمبادرات. من جانبه، أكد مساعد المدير العام للعلاقات الخارجية والإعلام وممثل المدير العام في منظمة اليونيسكو إيريك فالت أن المملكة كانت من بين 20 دولة صادقت على دستور «اليونيسكو» في 1946، مما حفز من مهمتنا، كما أن الروابط القوية التي تجمع المنظمة مع المملكة وأسس التعاون الكبير نتيجة التزام اليونيسكو القوي بالقناعة والقيم والمبادئ المشتركة. إلى ذلك، انتقد بعض الحضور غياب الشباب في جلستي النقاش، مؤكداً أن المتحدثين ليسوا من الشباب، فيما رد المتحدثون الأجانب اعتراضاً على وصفهم بأنهم ليسوا من الشباب بالمطالبة بتعريف كلمة شباب وما هو السن المقصود، وبعضهم رأى أنه يملك خبرة أكثر من الشباب وباستطاعته الوصول لفكر الشباب، كما أن منهم من رأى أن قلبه ما زال شاباً! إذ دعت جلسات النقاش إلى الاستثمار بالشباب وتثقيفهم وتعليمهم وتأهيلهم لتولي مهمات المستقبل وهي مهمة رئيسة قصوى.