احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمرور مئة يوم على تنصيبه، مشيداً ب «إنجازات عظيمة»، وساخراً من وسائل إعلام اعتبرها «فاشلة» واتهمها بتضليل مواطنيه. وحوّل كوميدي غياب ترامب عن العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض في واشنطن، إلى مادة للتندّر، معتبراً أنه «يقيم في موسكو». تصريحات ترامب أتت خلال لقائه مؤيّدين له، في تجمّع شبيه بتجمّعات حملته الانتخابية، في هاريسبرغ في ولاية بنسلفانيا التي كانت حاسمة في فوزه في انتخابات الرئاسة، علماً أنها كانت المرة الأولى التي تصوّت فيها الولاية لمرشّح رئاسي جمهوري، منذ جورج بوش الأب عام 1988. وقال ترامب في هاريسبرغ: «ولائي الوحيد هو لمواطنينا الرائعين. إدارتي تنفّذ وعودها كل يوم لشعب بلادنا العظيم. نفي بوعد تلو آخر، والناس سعداء بذلك. لن نسمح للدول الأخرى بالاستفادة منا بعد الآن. ستكون أميركا أولاً». وأشار أيضاً إلى تعزيز إجراءات الأمن، معتبراً أنه أدى إلى تراجع ضخم في عمليات عبور غير قانونية للحدود الجنوبية، وزاد: «بدأ العالم يتلقّى الرسالة، ومفادها أنك إذا حاولت دخول الولاياتالمتحدة في شكل غير قانوني، ستُضبط وتُعتقل وتُرحّل أو تُسجن». وتجاهل ترامب فشله في تحقيق انتصارات تشريعية أساسية، في شأن وعوده الأساسية خلال حملته الانتخابية، مثل إلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباماكير) وتشييد جدار على الحدود مع المكسيك، وتجميد القضاء حظراً فرضه على الهجرة ودخول مواطني 7 دول شرق أوسطية، محملاً الديموقراطيين مسؤولية ذلك، إذ أكد أن كل وعوده ستُنفذ في نهاية المطاف، مضيفاً: «سنشيّد الجدار، وعلى الناس ألا يقلقوا منه». وأشاد ب «إنجازات» مهمة، بينها المصادقة على القاضي المحافظ في المحكمة الأميركية العليا نيل غورستش، وإلغاء قوانين كثيرة في شأن البيئة وقطاع الأعمال. وهاجم مراراً وسائل إعلام «غير كفء وغير أمينة»، وشكا من أنها لا تقول الحقيقة في شأن إنجازات إدارته. وتابع وسط صيحات استهجان من الحشد، في اشارة الى العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض: «عدد ضخم من ممثلي هوليود ووسائل الإعلام في واشنطن يسلّون بعضهم في قاعة للرقص في أحد فنادق عاصمة بلادنا الآن. لو أن مهمة وسائل الإعلام أن تكون صادقة وتقول الحقيقة، لاستحقت درجة فاشل جداً». وترامب هو أول رئيس أميركي يغيب عن العشاء منذ 36 سنة. وكان ترامب قال في رسالته الإذاعية الأسبوعية: «نرى معاً أن الإنجازات العظيمة ممكنة، عندما نضع الشعب الأميركي أولاً. لهذا السبب سحبتُ الولاياتالمتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ، وذلك اليوم كان نقطة تحوّل بالنسبة إلى أمّتنا، وأخذت دول العالم علماً بأن بيع العامل الأميركي انتهى. خلال 14 أسبوعاً فقط، أدخلت إدارتي تغييراً عميقاً إلى واشنطن». تزامن خطاب ترامب مع العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض في واشنطن، وكان نجماه الصحافيان المخضرمان في «واشنطن بوست» بوب وودوارد وكارل برنستاين، اللذان رويا ما تعلماه عن الصحافة، من تقاريرهما ل «واشنطن بوست» قبل أكثر من 40 سنة، والتي ساهمت في استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون. وقال وودوارد: «مثل الساسة والرؤساء أحياناً، وربما كثيراً جداً، نخطئ ونذهب بعيداً... لكن الجهد الآن للحصول على أفضل نسخة يمكن الحصول عليها من الحقيقة، يتمّ إلى حد كبير بحسن نية. السيد الرئيس، وسائل الإعلام ليست أخباراً كاذبة». وتهكّم الكوميدي حسن مينهاج من «ذي ديلي شو»، على ترامب، إذ قال خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض: «علينا أن نعالج الفيل الذي ليس في القاعة. زعيم بلادنا ليس هنا، لأنه يقيم في موسكو، إنها رحلة طويلة جداً، أما بالنسبة إلى الرجل الآخر، أعتقد بأنه في بنسلفانيا لأنه لا يستطيع تحمّل مزحة». إلى ذلك، نظم عشرات الآلاف تجمعاً أمام البيت الأبيض، احتجاجاً على موقف ترامب في شأن البيئة، ولمطالبته بمراجعة خططه للتراجع عن سياسات الاحتباس الحراري التي كان يدعمها سلفه باراك أوباما. وحمل محتجون لافتات تحمل شعارات مثل «البحار ترتفع وكذلك نحن» و «لا تكون أحمقاً أحفورياً». وقال أحدهم: «نعتزم الصمود وندعهم يعرفون أننا سئمنا من رؤية أطفالنا يموتون من الربو. سئمنا من رؤية أشخاص مصابين بالسرطان، بسبب برك رماد الفحم، ومن رؤية ارتفاع مستويات البحر».