قال وزير المال الألماني فولفغانغ شيوبله في تصريحات نُشرت اليوم (السبت) إنه يجب على بريطانيا أن تدرك أنه لن يكون لها مزايا على نظرائها ال 27 في الاتحاد الأوروبي فور انتهاء المفاوضات المتعلقة بخروجها من الاتحاد. وقال شيوبله ل «فونك ميديا غروب»: «لا يوجد شيء مجاناً. على البريطانيين أن يعرفوا ذلك». وكانت المستشارة أنغيلا مركل نبهت البريطانيين الأسبوع الماضي إلى ضرورة ألا يتوهموا بأنهم سيظلون يحظون بحقوق الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد وأصرت على أن الاتحاد لن يوافق على إقامة علاقات في المستقبل مع لندن إلا بعد إبرام اتفاق للخروج من الاتحاد. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن تصريحات مركل تؤكد مدى صعوبة المفاوضات المتعلقة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف شيوبله «لا نريد إضعاف بريطانيا. ولكن لا نريد أيضاً إضعاف باقي أوروبا. يجب ألا يكون لبريطانيا مزايا بعد الخروج لا تتمتع بها الدول الأخرى». ويصدر زعماء الاتحاد الأوروبي مجموعة من الشروط القاسية لخروج بريطانيا خلال قمة في بروكسيل اليوم في عرض نادر للوحدة أثناء المحن وإن كانوا يدركون تماماً أن هذه الوحدة قد تبدأ في التفكك بمجرد بدء المفاوضات. وفي الاجتماع الأول منذ فعلت رئيسة وزراء بريطانيا رسمياً في نهاية الشهر الماضي العد التنازلي الذي يستمر عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يضيع زعماء الدول الأخرى المتبقية في التكتل وقتاً وسيسعون خلال مأدبة غداء في بروكسيل إلى الموافقة على مجموعة إرشادات للتفاوض في ثماني صفحات صاغها ديبلوماسيون خلال الشهر الماضي. وستلزم هذه الإرشادات كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه بالسعي إلى اتفاق يؤمن حقوق ثلاثة ملايين مغترب من دول الاتحاد يقيمون في بريطانيا، وضمان دفع لندن عشرات البلايين من اليورو تعتقد بروكسيل أنها ستكون مستحقة عليها، وتفادي زعزعة استقرار السلام بإقامة حدود بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على جزيرة إرلندا. وسيستبعد زعماء الاتحاد الأوروبي أيضاً مناقشة اتفاق التجارة الحرة الذي تريده ماي إلى أن يحدث تقدم في الاتفاق على هذه الشروط الرئيسة المتعلقة بخروج بريطانيا من التكتل. وقال أحد الزعماء الأسبوع الماضي «نحن متحدون بشكل ملحوظ... ولكن دائماً يكون من السهل أن نتحد على ما نريد قبل أن يبدأ التفاوض». ويرى الاتحاد الأوروبي أنه من المهم ألا يسود الشعور بأن بريطانيا تنتفع من الخروج من التكتل لتفادي تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها.