انتزعت قوات الأمن العراقية أمس منطقتين جديدتين في غرب الموصل من تنظيم «داعش» في معركة معقدة، بسبب تمترس التنظيم في البلدة القديمة مع ترسانته من الأسلحة، فيما حوّل ثلاثة أحياء مجاورة إلى حائط صد أمام القوات الأمنية، أطلق عليها اسم «أرض الثبات» وتضم نخبة مقاتليه الأجانب. وأدت المعارك أمس إلى فرار مئات السكان، فيما أعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، أن «قطعات مكافحة الإرهاب حررت حي الصحة الثانية في الجانب الأيمن من الموصل ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه». وقال بيان لجهاز مكافحة الإرهاب إنه حرر أيضاً حي الثورة القريب من حي الصحة. وقال ضابط كبير في الجيش العراقي في الموصل ل «الحياة»، إن المعركة لا تزال صعبة والجنود يقاتلون سيراً على الأقدام خوفاً من المكامن، وأيضاً بسبب الأحياء الضيقة التي تحول دون دخول المدرعات العسكرية إليها. وأضاف أن معلومات استخباراتية تؤكد أن «مسلحي التنظيم فقدوا التواصل مع قادتهم، وهم يقاتلون الآن من أجل الموت بعدما حوصروا في شكل كامل في غرب الموصل». وكشف أن التنظيم يقاتل على جبهتين، الأولى في البلدة القديمة والثانية في «أرض الثبات»، وهي ثلاثة أحياء كبيرة متراصفة غير مأهولة تدعى الهرمات ومشيرفة و17 تموز. من جانبها، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» استعدادها للتدخل في معركة غرب الموصل، مؤكدة مشاركتها في معركة تلعفر المؤجلة، على رغم ما تفرضه مشاركة «الحشد» من حساسيات طائفية. وقال نائب رئيس قوات «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، إن قضاء تلعفر غرب الموصل يشكّل آخر معاقل «داعش» في المدينة حيث يتجمع أعتى قادته، لافتاً إلى أن «الحشد» على أتم جاهزيته لتحرير القضاء، بل والمساعدة في معارك غرب الموصل. وقال المهندس في بيان أمس، إن «الحشد مستعد لاقتحام تلعفر على رغم الحساسية العالية تجاهنا»، مشيراً إلى أن «الحدود السورية متاحة للحشد وقد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة». وأضاف أن «الحشد» مستعد للمشاركة «كونه يتمتع بحرية الحركة باتجاه الموصل أو الحدود السورية أو تلعفر، لكنه في انتظار ما سينتج خلال المعركة، فقد يحتاجوننا في نفس المدينة أو في تلعفر أو في الجانب الغربي (من الموصل)، وستقوم قوات الحشد بمناورة واسعة وتطورات كبيرة في المرحلة المقبلة». وأعلنت هيئة «الحشد» في بيان أمس، أن «ما يسمى قائد مجموعة الانغماسيين قائد كتيبة دابق المدعو عبدالرحمن الشامي وثمانية من مرافقيه قتلوا بعد هجوم فاشل قاموا به على قاطع عمليات اللواء 28 غرب الموصل». وأضاف البيان أن «قوة من اللواء 33 في الحشد هاجمت مقراً يتحصن فيه إرهابيو داعش، وقتلت أحدهم»، وأشار إلى «تدمير المقر بالكامل إثر الاشتباك معهم قرب قرية أم غربة داخل صحراء نينوى». ويواجه «داعش» في غرب الموصل أقسى اختبار له خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ إنها المرة الأولى التي يخوض فيها قتالاً وهو محاصر تماماً من دون مخرج للهروب، ما أدى إلى مقتل العديد من قادته، فيما تتزايد المخاوف من حرب استنزاف إذا استمرت المعركة أسابيع أخرى. وكان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في واشنطن جون توماس قال إن عبدالرحمن الأوزبكي القيادي البارز في «داعش» وأحد أبرز مساعدي البغدادي لقي مصرعه مطلع الشهر الجاري في غارة برية في سورية.