نجحت الاستخبارات العسكرية العراقية في اختراق مناطق تحت سيطرة تنظيم «داعش»، وبدأ بعض عناصرها يتجوّل في «قلب» الموصل، فيما أكدت القوات المشتركة تدمير شبكة أنفاق للتنظيم بين مطار تلعفر والقرى المحيطة به في المحور الغربي. (للمزيد) وتخوض القوات العراقية حرب شوارع هي الأعنف في الجانب الأيسر من المدينة، وسيطرت على نحو 30 في المئة من أحيائه المكتظة، بعد مرور 33 يوماً على إطلاق عملياتها التي يؤكد مسؤولون عسكريون أميركيون أنها «ستستغرق وقتاً». وأفادت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان أمس بأن عناصرها «تمكّنوا في عملية جريئة من اختراق الدواعش داخل حصونهم في قلب الموصل، وأصبحوا يتجوّلون في شوارعها وأزقتها متربّصين بالإرهابيين، وهم يطاردون فلولهم». وحذّرت «أنصار التنظيم والمتعاونين معه (من عواقب) ما لم يعودوا إلى جادة الصواب ويدلون بمعلومات». إلى ذلك، أوضح مصدر عسكري أمس إن «القوات تتقدّم للسيطرة على حي عدن بعد حي الانتصار من الجهة الجنوبية الشرقية، كما تخوض قتالاً شرساً في الأحياء الشمالية الشرقية، وتطهّر أحياء التحرير والعلماء والمعلمين بعد استعادتها» أول من أمس. لكن مصادر مطلعة قالت إن المعارك ما زالت مستمرة في هذه الأحياء. وأكد قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله «قتل والي داعش في حي عدن المدعو مروان حامد صالح الحيالي وعدد من الإرهابيين». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» بأن «طائرات التحالف قتلت 5 دواعش بعدما دكّت معاقل التنظيم بنحو 20 ضربة توزّعت في الجانب الأيسر، كما استهدفت عربة كانت تتجه نحو حي المحاربين، وأخرى في حي القاهرة». ولفتت إلى «استمرار تطهير الجانب الشرقي والجنوب الشرقي، وتواصُل توغّلها داخل الأحياء»، في حين لم تسجّل القوات المهاجمة من الجهة الشمالية أي تقدُّم يذكر. وأضافت أن «قوات الحشد الشعبي، بمساعدة العمليات الخاصة كتائب بابيلون» (فصيل من المسيحيين)، حرّرت دير مار بهنام في منطقة الخضر، في الجنوب الشرقي، وفيه أكبر كنائس سهل نينوى». وأشارت إلى تدمير «كل أنفاق داعش الممتدة بين مطار تلعفر والقرى المحيطة به»، ومواصلة «عمليات التطهير في المناطق المحررة». وشدّدت على أن «طيران الجيش وجّه ضربات موجعة إلى فلول داعش المنكسرة في المحور الغربي وقتل 15 منهم، فضلاً عن قصف تجمُّع للمسلحين وتدمير عربات ونفق في المطار يختبئ فيه الإرهابيون». على صعيد الأوضاع الإنسانية، حذّرت منسقة الأممالمتحدة في العراق ليز غراندي أمس من أن «أعداد المصابين المتزايدة بسبب القتال في شرق الموصل، تفوق قدرات الحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة، إذ نُقِل 200 مصاب بين مدني وعسكري إلى المستشفى في دفعة تعدّ الأكبر منذ بدء الحملة» العسكرية لتحرير الموصل. ولفتت إلى أن «داعش يستهدف المدنيين قنصاً»، في وقت أكدت منظمات حقوقية «موت مئات الجرحى نتيجة غياب الإسعافات الفورية على أرض المعركة».