دعا زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي أتباعه إلى عدم الاستسلام ونقل المعركة إلى تركيا وغيرها ل «دعمها الغرب ضد الإسلام والسنة» في العراق وسورية، وبدا في خطابه ما يمكن اعتباره مؤشراً إلى صعوبة وضعه، والاستعداد للانسحاب من الموصل، إذ قال إن «نينوى ولاية من ولايات الدولة الإسلامية» وليست عاصمتها. من جهة أخرى واصلت القوات العراقية تقدمها من محاور عدة لاستعادة الموصل من سيطرة التنظيم، واقتحمت حي الانتصار من جهة الشرق. وحض البغدادي أنصاره على «عدم الضعف عن الجهاد وتخريب ديار الكفر، بعدما حشر ونادى وتحزب العالم الكافر لحرب الإسلام وأهله وكيد المؤمنين للسعي لإطفاء نور الله». وأضاف أن «الجهاد الكبير الذي تخوضه دولة الإسلام اليوم ما يزيدنا إن شاء الله إلا إيماناً ثابتاً ويقيناً راسخاً بأن ذلك ما هو إلا تقدمة للنصر». وقلل من تأثير قتل بعض كبار قادة التنظيم أمثال «أبو محمد العدناني» و «محمد الفرقان» في قوة التنظيم. وزاد: «أدعوكم لعدم الانحياز والانسحاب، واسترجاع الأرض التي خرجوا منها بذنوبهم بالتوبة». ووجه انتقادات إلى أهل السنّة متسائلاً: «أفي كل مرة لا تعقلون؟ استمرأتم الذلة وتهتم كما تاه بنو إسرائيل، أما ترون الرافضة (الشيعة) كل يوم يسومونكم سوء العذاب، يغزون بلادكم بحجة محاربة دولة الخلافة؟». وجاءت دعوته في خطاب صوتي شديد اللهجة بثته مواقع التنظيم عبر شبكة الإنترنت، ولم يتم التأكد من صحته، وجاء متزامناً مع تقدُّم تحرزه القوات الحكومية لاستعادة الموصل، آخر أهم معاقل التنظيم في العراق. وهاجم البغدادي في جزء من خطابه الذي استمر نحو نصف ساعة دولاً إسلامية، وقال إن أنقرة «ظلت خلال جهادنا خاسئة خانسة، تطل بقرن وتستخفي بقرن، تسعى لتحقيق مصالحها في شمال العراق وأطراف الشام ثم ترتد خشية أن يصلها المجاهدون في عقر دارها بجحيم عملياتهم، ثم دخلت في حربنا مسندة بطائرات تحالف الصليب، مستغلة انشغال المجاهدين (عناصر التنظيم)»، ودعا أتباعه إلى «غزو تركيا التي دخلت في دائرة عملكم ومشروع جهادكم، أمنها فزعاً ورخاءها هلعاً، وأدرجوها في دائرة صراعاتكم الملتهبة، فإن دم أحد جنودها كدم الكلب خسة». واتهم العربية السعودية ب «العمل على علمنة البلاد والمشاركة العسكرية ضد أمم الإسلام والسنة». وفي تطور معركة الموصل على الأرض، أعلن إعلام «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن «قواته نجحت في قطع كل خطوط الإمداد والاتصالات بين الموصل وقضاء تلعفر، لتصبح على بعد 15 كيلومتراً من القضاء». وأكد زعيم منظمة «بدر»، قائد أكبر فصيل في «الحشد»، أن «المرحلة الأولى للعمليات اكتملت بعد قطع طريق إمدادات العدو الممتدة بين تلعفر وناحية المحلبية وصولاً إلى الموصل»، مشيراً إلى أن «طريق المحلبية له الأولوية فهي النقطة التي دخل منها داعش إلى الموصل ويستخدمه منذ احتلاله المدينة». وسبق أن أعلن قادة في «الحشد» أن قواتهم التي بدأت هجومها منذ خمسة أيام في المحور الغربي تسعى إلى قطع خطوط الإمداد بين الموصل والمناطق السورية بعد السيطرة على قضاء تلعفر الذي يبعد نحو 65 كيلومتراً عن الموصل، ونحو 120 كيلومتراً عن الحدود. إلى ذلك، نقلت خلية «الإعلام الحربي» عن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، قوله إن «قطعات الفرقة التاسعة في المحور الجنوبي الغربي تمكنت من تحرير قرى سيد حمد والذيبانية والخورطة والجرف، وتواصل التقدم باتجاه مناطق السلامية والنمرود». وبهذا التقدم تصبح القوات العراقية على بعد بضعة كيلومترات من ناحية حمام العليل التي تعد آخر المعاقل المهمة ل «داعش» في جنوب الموصل. وأوضح يارالله أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في التدخل السريع اقتحمت بعد ظهر اليوم (أمس) حي الانتصار في الساحل الأيسر، شرق الموصل». وفي المحور الشمالي اقتربت القوات من مبنى أكاديمية الشرطة في منطقة الشلالات التي تعد مدخلاً إلى الموصل من الجهة الشمالية، وما زالت القوات تحاصر ناحية تلكيف من دون اقتحامها، وكذلك ناحية بعشيقة في الجهة الشمالية الشرقية.