تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي أكد للعبادي أن «سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة لم تتغير، وأن أولوياتها تتمثل في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي (داعش) في العراق والمنطقة». وتواجه الحملة العسكرية لاستعادة الموصل مصاعب عدة حالت دون تحقيق تقدم واضح منذ أسابيع بسبب تحصن مسلحي التنظيم داخل أحياء صغيرة مكتظة يقع وسطها جامع النوري الكبير الذي يعتزم التنظيم الاستماتة في الدفاع عنه (للمزيد). وقال ضابط كبير في الجيش العراقي في الموصل ل «الحياة» إن الخوف على آلاف السكان الذين يحتجزهم «داعش» في البلدة القديمة يعطل التقدم في المعارك منذ أسبوعين، مضيفاً أن التنظيم «يستميت بالدفاع عن جامع النوري الكبير لأنه يعني سقوط (الدولة الإسلامية) التي أعلنها أبو بكر البغدادي في خطبة له قبل ثلاثة أعوام من داخل هذا الجامع». وأضاف أن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تتمركز منذ أسبوعين في أحياء الدندان والدواسة والعكيدات والنبي شيت جنوباً، وتقاتل بالأسلحة الخفيفة من دون استخدام الأسلحة الثقيلة خوفاً من إصابة المدنيين، فيما وصلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب إلى أحياء المطاحن والرسالة واليرموك غرباً، ضمن خطة عسكرية جديدة تقضي بفتح جبهات عدة. لكن الضابط أكد أن استراتيجية محاصرة التنظيم عبر فتح جبهات عدة لا تخلو من أخطار، لأن فرض حصارٍ على «داعش» في رقعة جغرافية محدودة يقطنها حوالى ربع مليون شخص، يمثل مجازفة. وأشار إلى أن الجبهة الشمالية سهلة المنال عند أحياء 17 تموز والعريبي والإصلاح الزراعي، حيث تنتشر قوات الفرقة التاسعة للجيش، مؤكداً أن «فرض الحصار لم يصبح بعد الخيار الأخير لحسم المعركة». وأضاف أن القوات الأمنية تعكف منذ أيام على فتح ممرات آمنة للمدنيين لإخراجهم من البلدة القديمة، لكن قناصة «داعش» يمنعونهم من الخروج ويقتلون كل من يتسلل الى مواقع الجيش. وقالت مصادر أمنية محلية أمس، إن «داعش» أقدم على إعدام حو 50 شخصاً، بينهم عائلات بالكامل، بعد محاولتهم الهروب من البلدة القديمة، كما قتل آخرين من مسافات بعيدة عبر القناصة بعد وصولهم إلى ساحة الجبهات بين قوات الأمن والتنظيم. من جانبها، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أنه «بناء على معلومات لمديرية الاستخبارات العسكرية، تمكّن طيران التحالف الدولي من استهداف عجلة نقل تقل بعض قيادات داعش من الأجانب في مفرق 17 تموز ومشيرفة في الجانب الأيمن من الموصل». وأضافت أن «الضربة أدت إلى مقتل كل من مسؤول الاتصالات والخلفيات الملقب أبو حذيفة، وهو روسي الجنسية، ومسؤول مفارز التعويق الملقب أبو تمارة، وهو شيشاني الجنسية، ومسؤول الإنغماسيين الملقب بالمتيوتي». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس إن «الطائرات المسيّرة قتلت 512 داعشياً، بينهم 77 قناصاً، منذ انطلاق معركة تحرير غرب الموصل في 19 شباط (فبراير)». وأضاف أن «الشرطة الاتحادية استعادت سيطرتها على 61 منطقة، وحررت 274 كيلومتراً من أراضي الجانب الغربي للموصل، وحررت أيضاً 260 ألف مواطن من قبضة التنظيم، وأعادت 12 ألفاً آخرين إلى مساكنهم، وقدّمت 43750 سلة غذائية للنازحين في الجانب الأيمن من الموصل»، فضلاً عن «تدمير 256 عجلة مفخخة و162 دراجة نارية ملغمة».