صرح رئيس منظمة خيرية للإنقاذ بأن سفن الدورية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط تعرّض أرواحاً للخطر بالعمل في مناطق بعيدة جداً من الساحل الليبي، حيث يبدأ المهاجرون الرحلة المحفوفة بالأخطار إلى أوروبا، بينما تحاول أعداد متزايدة من هؤلاء عبور البحر المتوسط في مراكب مكتظة ومتهالكة مع تحسن الأحوال الجوية في فصل الربيع. وقال كريس كاترامبون، رجل الأعمال الأميركي الذي شارك في تأسيس محطة مساعدة المهاجرين في البحر (مواس) مع زوجته الإيطالية ريجينا عام 2014: «يجب على أوروبا أن تنقذ الناس لأنها لا يمكنها أن تتركهم يموتون على بابها الخلفي». وكان كاترامبون يتحدث من سفينة الإنقاذ «فينيكس» التابعة ل «مواس» التي تتجه صوب صقلية وعلى متنها 463 مهاجراً من بينهم 170 امرأة وطفلاً و7 جثث انتُشلت من البحر، بينما تشير تقديرات إلى أن حوالى 850 شخصاً توفوا منذ بداية العام الجاري. ومنذ تخلت إيطاليا عن مهمتها للبحث والإنقاذ في العام 2014، تولت وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) مهمة تسيير دوريات في المتوسط لكن سفنها تبقى بعيدة من الساحل الليبي. وقالت «فرونتكس» وممثل إدعاء في صقلية إنه يجب على المنظمات غير الحكومية ألا تعمل على مسافة قريبة من ليبيا، لأنها بذلك تسهّل على المهاجرين المجيء إلى أوروبا. وأضافت الجهتان أن بعض المنظمات غير الحكومية ربما كانت على اتصال مع مهربين. وذكرت «فرونتكس» أنها أنقذت أكثر من 1400 شخص في مطلع هذا الأسبوع. وأضافت أن المهربين يستغلون وجود سفن المنظمات غير الحكومية على مسافة قريبة لاستخدام قوارب غير آمنة وتكديسها بالمهاجرين. وفي حين أن سفن المنظمات غير الحكومية تميل إلى العمل خارج المياه الإقليمية الليبية مباشرة والتي تمتد 12 ميلاً بحرياً من الساحل، فإن سفن «فرونتكس» تعمل في مسافات أبعد إلى الشمال ويمكن أن تستغرق نصف يوم أو أكثر للوصول إلى القوارب التي تكون في مأزق. وقال كاترامبون: «يجب أن تكون الأولوية لإنقاذ الأرواح وليس حراسة حدود صورية. كلما بقيت سفن (فرونتكس) بعيدة، زاد عدد الأشخاص الذين سيموتون. القول بأنه يوجد عامل جذب للمهاجرين لا يعدو أن يكون جهالة. إنه تملص من المسؤولية». وكان مسؤول في وزارة الداخلية الليبية صرح أول من أمس، بأن صيادين ليبيين عثروا على جثث 28 مهاجراً غير شرعي لقوا حتفهم نتيجة العطش والجوع فيما يبدو بعد أن تعطل قاربهم قبالة ساحل مدينة صبراتة. وأعادت السلطات الليبية 170 مهاجراً من مالي إلى بلدهم أول من أمس، بموجب برنامج العودة الطوعية الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة. وتنقل منظمة الهجرة المهاجرين الذين تتقطع بهم السُبل في العاصمة الليبية طرابلس في رحلة جوية مباشرة لبلادهم. وأُعيد منذ بداية العام الجاري 1795 مهاجراً إلى بلادهم، بينما يسعى نحو 5000 آخرين للحصول على مساعدة للعودة إلى بلادهم.