انتقل رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري مجدداً أمس إلى منطقة البقاع حيث أجرى لقاءات انتخابية مع فاعليات المنطقة، بعدما كان زارها الشهر الماضي وأعلن لائحة قوى 14 آذار في البقاع الغربي. واستهل الحريري أمس لقاءاته باستقبال وفد من رجال الدين في البقاع من مختلف الطوائف يتقدمهم مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس. وقال الحريري: «أشعر دائماً بأنني بين اهلي في هذه المنطقة التي أظهرت على الدوام حرصها وتأكيدها على العيش المشترك والسلم الاهلي وهما يشكلان اساساً لعملنا ومبادئنا، ونحن من جهتنا في «تيار المستقبل» حريصون كذلك على هذه المبادئ الاساسية في مكونات الوطن وعلى ثوابت اتفاق الطائف وعلى المناصفة وعلى كل الامور التي تجمع اللبنانيين، ويدنا دائماً ممدودة لكل اللبنانيين، لا سيما أن مشروعنا هو مشروع الدولة». وأضاف: «هذا المشروع نأمل بأن ينتصر من خلال الانتخابات النيابية، وهي مصيرية بكل معنى الكلمة لأنها ستحدد اتجاه لبنان في المستقبل». وأشار إلى «محاولات لاتهام تيار المستقبل وقوى 14 آذار، بالاستقواء بأطراف خارجية تارة بالأميركيين وغيرهم حتى، في مسألة تشكيل اللوائح كما زعموا، في حين انهم يتجاهلون تدخل بعض الدول الاقليمية في الشؤون اللبنانية الداخلية». وقال الحريري: «لسنا ضد دولة ايران، ولا ضد سورية ولا ضد أي بلد باستثناء اسرائيل لأنها عدوتنا، ونحن مع ان يكون للبنان علاقات ندية مع كل الدول في العالم. نحن نريد ان تكون مصلحة لبنان قبل كل المصالح الاخرى». وشدد على أن «العيش المشترك والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين هما الاساس في هذا البلد بالنسبة إلينا، وهو ما استشهد من اجله الرئيس رفيق الحريري. لن نتنازل عنهما مهما كلف الامر، وسندير هذا البلد مسلمين ومسيحيين معاً كما جاء في قسم الشهيد جبران تويني وعلينا ان نكون موحدين وفاء لدماء كل شهداء ثورة الارز». وأكد ان «العيش المشترك هو الاساس في بناء الوطن، ووحدة المسلمين مهمة ايضاً على رغم بعض جوانب الاحتقان الذي لا نريده، لأن خلافنا مع قوى 8 آذار هو خلاف سياسي حول طريقة التعاطي مع الملفات السياسية والامنية والاقتصادية وقرار الحرب والسلم والامن والاتجاه السياسي للبنان، لذلك يجب ان تبقى الامور محصورة في اطار الخلاف السياسي وضمن الدستور والمؤسسات لان هذه هي الطريقة الديموقراطية الوحيدة لحل كل هذه الامور». وزاد الحريري: «عايشتم جميعاً الحرب الاهلية وويلاتها، ورأينا جميعاً ان أي طرف او طائفة او مذهب لم يستطع ان يفوز فيها على الآخر، وبقي لبنان موحداً على امتداد 10452 كيلومتراً مربعاً ولم يستطع احد ان يكون اكبر من بلده». وكان اللقاء استهل بكلمة ترحيب للميس قال فيها للحريري: «خيراً فعلت ببدء لقاءاتك في منطقة البقاع مع رجال الدين فيها، يقال ان الدين هو لله والوطن للجميع، وهذا شيء طيب ونحن نقول ايضاً ان الدين للجميع والوطن ايضاً». وأضاف: «منطقة البقاع وابناؤها متلهفون للقائك وهم سيمنحونك تأييدهم وثقتهم في الاستحقاق الانتخابي لأنك اثبت انك حريص على مصلحة الناس والعباد وتعمل لمصلحة هذا الوطن ولخير بنيه عامة». رؤساء بلديات... والتقى الحريري وفداً من رؤساء بلديات ومخاتير من البقاع الغربي تحدث خلاله رئيس اتحاد بلديات البحيرة ربيع جمعة فأكد ان اهالي البقاع الغربي يقفون الى جانب الحريري «لأنه مرجعية وطنية ويعمل لمصلحة لبنان واللبنانيين». وكذلك رحب رئيس اتحاد بلديات السهل أحمد الأحمد باسم ابناء المنطقة بالحريري «في منطقتك البقاع الغربي التي اذا وعدت وفت واذا قالت صدقت، واننا يوم السابع من حزيران (يونيو) سنترجم ذلك في صناديق الاقتراع». كما التقى الحريري وفداً من رؤساء الاندية والجمعيات في البقاع الغربي وراشيا في حضور المرشحين النائب روبير غانم وامين وهبي وزياد القادري، شدد امامه الحريري على «أهمية ان يكون البقاع كلمة واحدة وصوتاً واحداً في السابع من حزيران ويكون له الدور الفاعل في تقرير مستقبل مشروع الدولة». وتحدث الحريري في لقاء مع فاعليات في المنطقة، عن لقاء قوى 14 آذار أول من أمس في فندق «بريستول»، قائلاً: «أظهر أنه تحالف لا يزال موحداً بموقف واحد وكلمة واحدة وقلب واحد خلافاً لكل الاقاويل والادعاءات التي تروج أن هذا التحالف اصبح مفككاً». وأضاف: «اردنا من اجتماع قوى 14 آذار اظهار استمرارنا كتحالف سياسي متمسك بالثوابت الاساسية لمسيرة السيادة والاستقلال والحرية والديموقراطية، واعتبرنا انه لا بد ان يرى كل اللبنانيين هذا المشهد المتضامن لهذه القوى الاساسية في لبنان». وأوضح أن «من الطبيعي ان يكون هناك تنافس بين تحالف يضم تيارات واحزاب عدة في قوى 14 آذار، ولكن هذا التنافس يبقى ضمن اطار مصلحة هذا التحالف والمصلحة العامة للبنان ككل. راهنوا على تفكك هذا التحالف خلال تأليف اللوائح الانتخابية الا ان ذلك لم يحصل، وعلى رغم الاختلاف في وجهات النظر والتنافس بين اطراف تحالف 14 آذار، لم يحد أي قيادي في هذا التيار عن ثوابت الاستقلال والحرية والمحكمة والانماء والاعمار». وتابع: «من هذا المنطلق نخوض الانتخابات موحدين وتخطينا كل منافساتنا وخلافاتنا الضيقة لمصلحة الوطن العامة»، داعياً الحاضرين إلى «شرح ابعاد وتأثير الانتخابات النيابية في مسار الحياة السياسية العامة ومصلحة الوطن ككل». وقال الحريري: «عليكم دور اساسي لكي نستطيع الفوز في الانتخابات لمصلحة مشروع الدولة، وادعو الجميع للنزول باكراً الى صناديق الاقتراع في السابع من حزيران المقبل لانتخاب مرشحي لائحة البقاع الغربي وراشيا بكل اعضائها».