أحيت «الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية» ذكرى العاشر من المحرم في باحة الثانوية العاملية رأس النبع في بيروت، في حضور ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة النائب عمار حوري، الرئيس حسين الحسيني وحشد من الوزراء والنواب، ومؤمنين. وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في المناسبة: «لا نريد أن نذكر الماضي لأن الماضي أسود وحزين وثقيل، نريد أن نفتح صفحة جديدة، ونقول الحقيقة ونطالب بالعدالة، فالظالم هو الخارج عن الموازين والقيم»، مضيفاً: «نحن في لبنان نطالب بالخير والصدق والبيانات الساطعات والأدلة الواضحة ليس لنا عداوة مع أحد، فليكن القلب موطناً لكل إنسان ولكل طالب حقيقة، نفتح الأيادي ونتجاوز الخطأ ونفتح صفحة جديدة للتعاون في ما بيننا، صحيح أن عاشوراء أدمت العيون وجرحت القلوب وحطمت الآمال، ولكن نغض الطرف ونعيد الأمور إلى الله الجبار، علينا أن نعمل لخدمة الإنسان». ورأى «ان عاشوراء ليست لإثارة الفتن وفتح الجروح بل لجمع الكلمة ورأب الصدع ولم الشمل، عاشوراء مدرسة نتعلم فيها الخير وتبعدنا عن كل شر وكل ظلم وفساد، علينا أن نبقى في خط الاستقرار نعمل لمصلحة الناس ونبتعد عن التشنجات والفتن والأحقاد». وأضاف: «نقول لجميع اللبنانيين في كل المناطق ارحموا بلدكم وابتعدوا من الكراهية والحقد والحسد لأنه قاتل، نحب الخير للجميع ونعمل لمصلحة الجميع وعلينا أن نحفظ لبنان من كل شر ومراوغة، ونكون يداً واحدة مع الجميع وفي خدمة الجميع». كما أحيت حركة «أمل» ذكرى عاشوراء في عدد من المناطق اللبنانية وأقيمت مسيرات في المناسبة كان أكبرها مسيرة مركزية في الضاحية الجنوبية حيث ألقى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ايوب حميد كلمة اكد فيها «أننا ننشد جميعاً الحقيقة والعدالة ونسعى لإحقاق الحق في كشف الجرائم بحق لبنان واللبنانيين جميعاً»، لافتاً الى انه «في الوقت الذي كنا ننشد فيه ان نكون موحّدين واذ بأزمة تطل علينا هي قضية شهود الزور الذين كان لهم الدور الأبرز بسلبيات المرحلة الماضية». وقال: «طرحنا ان يعالج مجلس الوزراء قضية شهود الزور وان تحال هذه القضية على المجلس العدلي حتى تظهر الحقيقة وينال من يستحق من شهود الزور عقابه، واذ بنا نفاجأ بوجود مسعى دؤوب لمنع الحكومة من اتخاذ القرار الذي ينقذ لبنان، ونفاجأ بسياسة التعطيل»، مؤكداً «اننا سنستمر في السعي لكي نجترح كل ما يمكن ان يبلسم جروح الوطن، وسنستمر بالعمل لتأسيس مسار يعزز منعتنا لمواجهة اسرائيل». الى ذلك أحيت الذكرى النبطية ومنطقتها، كالعادة. واحتشد آلاف المواطنين في الساحات والشوارع التي اتخذت فيها إجراءات امنية مشددة. وبعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني اندفع عشرات من «الضرّيبة» حزوا رؤوسهم بآلات حادة وسالت الدماء بغزارة منها وجابوا الشوارع الرئيسة في المدينة وأغمي على الكثير منهم وعملت فرق من الجمعيات والهيئات الصحية على إسعافهم. ثم باشر ممثلو لجنة عاشوراء بتشخيص واقعة الطف في كربلاء التي استشهد فيها الامام الحسين وآل بيته على مسرح أقيم في ساحة الحسين في البلدة، وسط حشود المواطنين الذين اصطفوا حوله وعلى شرفات المنازل والأبنية. وشارك في تشخيص الواقعة ممثلون لبنانيون محترفون وعرب.