مقديشو، نيروبي - أ ف ب، رويترز - اتهم الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، الأربعاء، للمرة الأولى، اريتريا بتسليح وتمويل المتمردين الصوماليين الذين يشنون منذ السابع من أيار (مايو) هجوماً واسعاً بهدف الاطاحة به. وقال الرئيس الصومالي خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة الصومالية: «نعلم في شكل أكيد أن غالبية الأسلحة التي في أيدي المتمردين مصدرها اريتريا. نعلم أن ضباطاً اريتريين يأتون إلى هنا ويحملون أموالاً. اريتريا ضالعة هنا في شدة». ودعا الاتحاد الافريقي الجمعة مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على حكومة أسمرا، مندداً بدعمها للمتمردين الإسلاميين الصوماليين. كذلك، دعا الاتحاد إلى فرض حظر بحري وجوي على الصومال للحؤول دون ايصال الامدادات إلى المتمردين من جانب اريتريا التي لا حدود لها مع الصومال. وفي السابع من أيار شن المتمردون الصوماليون بقيادة الزعيم الإسلامي المتشدد شيخ حسن ضاهر عويس هجوماً في مقديشو في محاولة للاطاحة بالرئيس أحمد الإسلامي المعتدل الذي انتخب في كانون الثاني (يناير). وقالت الحكومة إن المواجهات أسفرت عن أكثر من مئتي قتيل، معظمهم مدنيون. وقتل الثلثاء سبعة مدنيين بهجوم بقذائف الهاون استهدف على ما يبدو المقر الرئاسي من دون أن يطاوله. وقال الرئيس أحمد: «قال الشيخ عويس إنهم (أي الاريتريين) يدعمونه». وأضاف أن «هدف اريتريا ابقاء شرق افريقيا في حال اضطراب. من اللحظة التي تقع فيها حرب وتوترات بين اثيوبيا واريتريا، فإن اريتريا تحتاج إلى مكان يتم فيه تدريب مجموعات المعارضة الاثيوبية. انهم يستهدفون تدمير اثيوبيا ويريدون زعزعة استقرارها انطلاقا من الصومال». وخاضت اثيوبيا واريتريا نزاعا حول الحدود بين العامين 1998 و2000 أسفر عن نحو ثمانين الف قتيل. ومذّاك، لا يزال التوتر شديداً بين البلدين الجارين في القرن الافريقي. ورداً على سؤال عن احتمال تدخل إثيوبيا مجدداً في الصومال، قال أحمد «الأمر غير وارد، نريد أن تبقى بلادنا مستقلة. لن نقبل بأي تدخل. إذا أراد أحد (بلد) أن يساعدنا، علينا أن نتأكد اولاً من نياته». وكان شهود أفادوا وكالة «فرانس برس» أن قوات اثيوبية دخلت الصومال مجدداً في 19 ايار ، وذلك بعد اربعة اشهر من انسحاب كامل من هذا البلد. لكن اثيوبيا نفت هذا الأمر مؤكدة انها لن تتدخل في الصومال «من جانب واحد» لدعم الحكومة المحلية. واكد الرئيس الصومالي أن «وزيرنا للأمن القومي توجه إلى أديس ابابا وبحث هذه القضية مع الاثيوبيين. لقد توافقوا على أن القوات الاثيوبية ستبقى في الجانب الآخر من الحدود». ومع نهاية 2006 وبداية 2007، تمكنت القوات الاثيوبية من إلحاق هزيمة بالإسلاميين الذين كانوا يسيطرون منذ ستة اشهر على القسم الأكبر من وسط البلاد وجنوبها بما في ذلك مقديشو. وانسحبت القوات الاثيوبية من الصومال في بداية 2009. وكان الرئيس الصومالي أكد الاثنين أن بلاده «اجتاحها» جهاديون أجانب. وفي 12 ايار أقر المتمردون الاسلاميون بوجود مقاتلين اجانب الى جانبهم. وعلق أحمد الاربعاء على ذلك قائلاً: «نعتقد ان معظمهم يأتون من باكستان وافغانستان والعراق». من جهته، قال رئيس الوزراء الصومالي عبدالرشيد شارماركي «وفق معلوماتنا، هناك اليوم في مقديشو ما بين 300 و400 مقاتل أجنبي من جنسيات مختلفة». في غضون ذلك، وصفت اريتريا طلب الاتحاد الافريقي من الأممالمتحدة فرض عقوبات عليها بزعم تزويدها المتمردين في الصومال بالاسلحة بأنه «غير مسؤول على الاطلاق». وقالت اريتريا في موقعها الرسمي على الانترنت: «ترفض اريتريا في شدة البيان غير المسؤول وغير المشروع الذي صدر باسم الاتحاد الافريقي». وأضافت: «البيان غير المشروع وغير المسؤول على الإطلاق... صدر على أساس اتهامات لا سند لها موجهة إلى اريتريا من دون التحقق من الوقائع ومن دون حتى التشاور مع الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي». كما نفى الرئيس الاريتري أساياس افورقي الاتهامات قائلاً ان عملاء أميركيين يروجون لأكاذيب للإساءة لسمعة حكومته. واستدعت أسمرا سفيرها في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا. وكان الشيخ حسن ضاهر عويس زعيم المسلحين في الصومال قال ل «رويترز» الاسبوع الماضي إن اريتريا تدعم معركة جماعته مع الرئيس الجديد شيخ شريف أحمد. وفي برلين (ا ف ب)، قررت المانيا الاربعاء تمديد مشاركتها ستة أشهر في عملية «اتالانتس» البحرية لمكافحة القراصنة الصوماليين، وأمرت سفنها بتسيير دوريات حتى جزر سيشيل، كما كان قرر الاتحاد الاوروبي في 19 أيار. وفي صنعاء (أ ف ب)، اعلنت وكالة الأنباء اليمنية الأربعاء أن صياديْن يمنيين قتلا بصاروخ أطلقته سفينة تابعة للقوات الدولية التي تشارك في جهود مكافحة القرصنة في البحر الأحمر. ونقلت الوكالة عن مصدر في خفر السواحل أن الهجوم وقع الثلثاء قرب المياه الإقليمية السودانية وأن صياداً ثالثاً أصيب بجروح وتمكن من الوصول إلى الشواطئ السودانية وما يزال رابع في عداد المفقودين. وذكرت الوكالة أن السلطات السودانية تستجوب الصيّاد الناجي في محاولة لتحديد الظروف الذي تم فيها الهجوم. وأوضحت أن صيادين يمنيين قتلا أيضاً خلال حادثين منفصلين في بداية السنة في مياه المحيط الهندي بنيران القوات الدولية المكافحة للقرصنة.