في سياق ورشة أقيمت في دبي أخيراً، قدّمت شركة «بالاديون» Paladion العالميّة المختصة في مسائل أمن المعلومات، رؤية غير تقليديّة لمسألة الأمن المعلوماتي التي تعتبر من أبرز الشواغل في المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة حاضراً. وشارك في صوغ تلك الرؤية المختصّان سونيل غوبتا، وهو مدير العمليات في الشركة، وأميت روي، رئيس المبيعات الإقليميّة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط. وقدّما وجهة نظرهما إلى قادة القطاع المصرفي والمالي عالميّاً. وشارك روي في جلسة نقاش بعنوان «استراتيجيات مجلس الإدارة: تحديد خريطة طريق للأمن للرحلة المقبلة». وتناول حلول الأمن المعلوماتي وحماية البيانات من الأخطار التي تحيق بها بصورة مستمرة على الإنترنت. واستعرض الدروس المستفادة من السنوات الماضيّة، خصوصاً 2016، في شأن تعزيز التواصل بين مجالس الإدارة في القطاع المالي- المصرفي بهدف تحسين الأمن المعلوماتي، وبلورة السبل السليمة والفعالة للاستثمار في إدارة أمن المعلومات. وقدّم غوبتا عرضاً عن أهمية تقنيات السرعة باعتبارها نموذجاً جديداً للدفاع ضد الهجمات الإلكترونيّة المتنوّعة. واعتبر أنّ استراتيجية الدفاع السيبراني العالية السرعة وضعت خصيصاً لمكافحة التهديدات السيبرانيّة الجديدة المبتكرة التي أثرت في القطاع المالي الإقليمي في شكل سلبي. يذكر أن العام الماضي شهد سلسلة هجمات سيبرانيّة كبرى أقلقت القطاع المصرفي في شكل غير مسبوق. ولعل الأبرز في ذلك السياق تمثّل في تمكّن مجموعة من ال «هاكرز» من اختراق البنك المركزي في بنغلادش، ما مكّنهم من السطو على عشرات الملايين من الدولارات في غمضة عين. وآنذاك أيضاً، تجسّدت الضربة الأكثر إيلاماً في تمكن تلك المجموعة عينها من اختراق نظام «سويفت» للتبادل المالي العالمي. وهدّد الأمر مجمل المعاملات المالية والمصرفيّة على امتداد الكرة الأرضيّة، ما فرض إدخال تعديلات كبرى وعالميّة على ذلك النظام، تداركاً للأسوأ. ومع التمكّن من السيطرة على الأمور، بدا أيضاً أن ثمّة دروساً يمكن استخلاصها من تلك التطوّرات. وبالعودة إلى رؤية «بلاديون» التي عُرِضَت في دبي، جرى التركيز على أن منهج الدفاع السيبراني العالي السرعة التي تصوغ الشركة مكوّناته أيضاً، يجمع في قيادته الاستخبارات المعنية بالأمن المعلوماتي، والمختصين في الأتمتة ونُظُم المعلوماتيّة أيضاً. ويؤدّي التضافر بين تلك الجهات إلى الكشف مبكّراً عن الاختراقات والهجمات السيبرانيّة، مع سرعة الاستجابة لمكافحتها، بل التجاوب أيضاً مع التطوّر الذي يحصل فيها باستمرار. وكذلك شدّد خبيرا «بالاديون» على قدرة منهجيّة السرعة على حماية البيانات والتعاملات التي تستخدم تقنية «حوسبة السحاب» Cloud Computing التي تنتشر بتسارع مع تزايد الميل إلى تبني «إنترنت الأشياء» Internet of Things باعتباره العتبة الجديدة في عمل الإنترنت. تُعد «بالاديون» من كبريات الشركات المختصّة في إدارة أخطار أمن المعلومات، كما تقدّم خدمات كاملة لمؤسّسات في آسيا والولايات المتحدة والشرق الأوسط. وتصنّف بوصفها «أكبر شركة مختصّة تشارك في إدارة أخطار تكنولوجيا المعلومات في آسيا». وتنال أيضاً اهتماماً عاليّاً من مؤسّسة «غارتنر» Gatner العالميّة كمؤسّسة مختصّة في حلول إدارة أمن المعلومات في الشرق الأوسط. وعلى مدار ما يزيد على عشر سنوات، أدارت الشركة بنجاح حلولاً لمواجهة أخطار تكنولوجيا المعلومات لأكثر من 700 مؤسّسة. وتقدّم خدمات تشمل ضمان أمن المعلومات وحماية البيانات، إضافة إلى تقويمات تتصل بالحوكمة الإلكترونيّة، وتحليلات تتعلق باستقرار البيانات في المؤسّسات المتوسطة والكبيرة. وفي نشاط متّصل، تدأب على المشاركة في المؤتمرات المتعلقة بأمن الشبكات في المعلوماتيّة والاتصالات. وأيضاً، تشارك «بالاديون» في العديد من منتديات بحوث إدارة أخطار تكنولوجيا المعلومات ولها العديد من الأبحاث في ذلك. وفي تسليطه الضوء على التهديدات المتقدمة التي تواجهها المؤسّسات في منطقة الشرق الأوسط، بين غوبتا أنّ مؤسسات المنطقة تحتاج إلى الاحتراس من التهديدات المتضمّنة في «إنترنت الأشياء»، وتزايد انتشار الذكاء الاصطناعي. ولاحظ أن التطوّر المعلوماتي ربما حمل معه أيضاً زيادة الهجمات السيبرانيّة، ما يوجب على مؤسّسات المنطقة تبني نُظُم دفاع سيبراني لها قدرة على الرصد المستمر على مدار الساعة. واعتبر أيضاً أن المؤسّسات باتت في حاجة أيضاً إلى الاستثمار في منصّات الاستجابة المركزية للحوادث بهدف تقليل الأخطار الناجمة عن الهجمات الإلكترونيّة المتنوّعة.