أعلنت إيران عن استعدادها لأن تجري أمام وسائل الإعلام، جولة المحادثات المقبلة مع الدول الست المعنية بملفها النووي، وسخرت من تأكيد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أن دول الخليج «قلقة في شأن سلوكها العدواني، وتدعم عموماً فرض عقوبات» عليها. وعلّق وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي على كلام غيتس، مؤكداً ان «سياسات ايران ذات طابع سلمي وتعزّز السلام والاستقرار في المنطقة، لكن سياسات اميركا ذات الطابع التسلطي والمؤججة للحروب، وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، أدت الى زيادة التوتر وزعزعة الأمن في العالم عامة والشرق الأوسط خصوصاً». وشدد على أن علاقات ايران مع دول الجوار «جيدة وبناءة»، مضيفاً ان «شعوب المنطقة غير قلقة من ايران، بل من نظام أميركا العدواني والمؤجج للحروب». أما أبو الفضل ظهره وند مستشار سعيد جليلي أبرز المفاوضين في الملف النووي الايراني، فنفى ان تكون محادثات جنيف بين طهران والدول الست «تناولت في أي شكل، تعليق تخصيب اليورانيوم او البرنامج النووي الايراني في شكل عام»، مشيراً الى ان طهران «طالبت بضمانات تبني الثقة المفقودة لديها بصدقية الغرب وحسن نياته إزاءها». واضاف: «شفافية الوفد الايراني المفاوض كانت ظاهرة للجانب الآخر خلال المحادثات. نحن نتقيّد بشفافيتنا لدرجة اننا مستعدون لإجراء جولة المفاوضات المقبلة أمام وسائل الاعلام». في باريس، اكدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو ماري ان بلادها «لن تقبل بأن يزعزع النظام الايراني المنطقة والعالم». وقالت أمام المؤتمر اليهودي الاوروبي، ان باريس لن تقبل ب»امتلاك ايران سلاحاً نووياً». تزامن ذلك مع تظاهر اعضاء في ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) امام ضريح الملكة استير، وهو موقع يهودي غرب ايران، متوعدين ب»تدميره» اذا هاجمت اسرائيل المسجد الاقصى في القدس. ويقع ضريح الملكة اليهودية استير التي تزوجت ملكاً فارسياً في القرن السادس قبل الميلاد، في مدينة همذان، ويحج اليه اليهود الايرانيون. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني كاظم جلالي ان نواباً دعوا الحكومة الى خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا. يأتي ذلك بعدما أثار السفير البريطاني في طهران سايمون غاس غضب السلطات، لنشره مقالاً على الموقع الالكتروني للسفارة اعتبر فيه ان «لا مكان آخر يخضع فيه (المحامون والصحافيون واعضاء المنظمات غير الحكومية)، الى ضغط قوي كما هو حالهم في ايران». وقال جلالي: «ايران لن تخسر شيئاً من خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا. هذا هو الحد الأدنى من الثمن الذي يجب ان تدفعه لندن، لمواجهتها الأمة الايرانية». ووصف تاريخ بريطانيا مع الدول الأخرى بأنه «أسود ومخز». أما النائب حميد رسائي فوصف السفارة البريطانية في طهران بأنها «وكر للتجسس، مثل السفارة الاميركية السابقة وبالأداء ذاته». وخاطب عشرات من أعضاء «الباسيج» تظاهروا امام السفارة البريطانية، قائلاً: «سنتخذ اجراءات مناسبة لإغلاق السفارة وقطع العلاقات مع بريطانيا». من جهة أخرى، دعا اكثر من 80 فناناً واكاديمياً وسياسياً، من بينهم الممثل الاميركيان روبرت ريدفورد وروبرت دو نيرو والمغني البريطاني ستينغ ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنر، طهران الى إطلاق الايرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالاعدام رجماً، لاتهامها بالزنى والتواطؤ لقتل زوجها. وقال الموقعون على رسالة مفتوحة لمرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد، ونشرتها صحيفة «ذيي تايمز» في صفحتها الاولى: «اشتياني عانت بما يكفي. ونحن الموقعون أدناه، ندعو الحكومة الايرانية الى الافراج فوراً عنها وعن نجلها ساجد عابدزاده ومحاميها جويد هوتان كيان».