اعتبر معلقون إسرائيليون أن عودة السياسي النافذ في حزب «ليكود» جدعون ساعَر إلى الحياة السياسية في إسرائيل «حديث الأسبوع»، بل وصفه البعض بأنه «ضربة معلم». وكان زعيم «ليكود»، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، تجاهل إعلان خصمه اللدود النافذ في الحزب، ساعَر، العودة إلى الحياة السياسية التي اعتزلها «موقتاً» قبل 29 شهراً، فيما عزا مراقبون هذه العودة إلى إحساس ساعَر بأن نتانياهو قد يبكّر الانتخابات على خلفية خلافاته مع شركائه في الائتلاف الحكومي، أو أنه قد يضطر إلى الاستقالة من منصبه في حال تُرجمت تحقيقات الشرطة معه في شبهات فساد إلى لائحة اتهام، ما يعني وفق غالبية التوقعات إجراء انتخابات عامة جديدة وقيام «ليكود» بانتخاب زعيم جديد له يطمح ساعَر بأن يكون من نصيبه. وكان ساعَر ترك «ليكود» احتجاجاً على تجاهل نتانياهو شعبيته داخل الحزب وفوزه بأعلى عدد من الأصوات في الانتخابات الداخلية أهّلته، وفق رأيه، لتولي حقيبة وزارية أرفع من حقيبة التعليم أو الداخلية. وبخطوته تلك، حذا ساعَر حذو القطب السابق في الحزب موشيه كحلون. وقبل أقل من عام، حذا وزير الدفاع السابق موشيه يعالون حذوهما وترك الحزب. واعتبر مراقبون مغادرة الثلاثة نجاحاً لنتانياهو بإفراغ الحزب من قياديين قادرين على منافسته على زعامة الحزب. وبينما شكّل كل من كحلون ويعالون حزباً جديداً، بقي ساعَر في «ليكود» ليعود إليه مساء أول من أمس «من أجل تقويته وضمان بقائه في سدة الحكم ليتمكن مواجهة تحديات المستقبل»،. ويرى مراقبون أن عدم ابتعاد ساعَر عن قواعد الحزب خلال اعتزاله الموقت أبقى على فرصه الكبيرة لخلافة نتانياهو زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة، لكن ليس في الفترة القريبة، إذ قام نتانياهو قبل عام بخطوة استباقية حين طالب مركز الحزب بإعادة انتخابه زعيماً له إلى ما بعد الانتخابات العامة المقبلة، وهذا ما حصل، ما يعني أنه فقط في حال اضطر نتانياهو إلى الاستقالة على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده، وبالتالي تبكير الانتخابات العامة، فإنه سيكون في وسع ساعَر المنافسة على زعامة الحزب. لكن في حال استقال نتانياهو من دون تبكير الانتخابات وقام «ليكود» بانتخاب خليفة له، فإنه لن يكون في وسع ساعَر المنافسة لأنه ليس عضواً في الكنيست، وهو شرط لتولي منصب رئيس الحكومة. ووفق المراقبين، فإن ساعَر يدرك هذه الحقائق، لكنه يدرك أيضاً أن شعبية نتانياهو سواء داخل الحزب أو الرأي العام في تراجع، وأنه حتى لو فاز نتانياهو في الانتخابات المقبلة، فستكون هذه ولايته الأخيرة، وأن الأرضية مهيأة لإنهاء زعامته للحزب ورئاسته الحكومة بعد عامين أو ثلاثة. ويعتبر ساعَر أكثر الشخصيات المقبولة على مركز «ليكود» لخلافة نتانياهو، خصوصاً أنه خلال اعتزاله الموقت لم يتهجم على رئيس الحكومة، وبقي عضواً فاعلاً في هيئات الحزب المختلفة وحضر اجتماعاتها. وحتى حين انتقده، فعل ذلك من موقع أكثر يمينيةً، مثل انتقاده على قبوله حل الدولتين ومطالبته باستغلال فرصة انتخاب الرئيس دونالد ترامب ليعلن تراجعه عن هذا القبول، وليحذر خلال لقائه ناشطي «ليكود» أخيراً من قبول حل سياسي على أساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، مشدداً على أن شعار «ليكود» كان وما زال «الحفاظ على أرض إسرائيل والبناء في طول البلاد وعرضها، لأن بناء هذه البلاد هو السور الواقي لها».