صدت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية، التي تدعمها الولاياتالمتحدة، هجوماً مضاداً كبيراً، شنه «داعش» قرب سد الطبقة على نهر الفرات، وسط أنباء عن استعداد العراق لاحتمال انهيار السد وتدفق مياه الفرات إلى أراضيه، في وقت قال نشطاء معارضون إن الطيران الروسي قصف موقعاً لفصائل معتدلة قرب حدود تركيا، واستمر الطيران السوري في قصف مواقع شرق دمشق. ويمثل سد الطبقة هدفاً استراتيجياً رئيسياً للحملة العسكرية لعزل مدينة الرقة السورية والسيطرة عليها. وتقع الرقة على بعد 40 كيلومتراً شرقاً، وهي أكبر معقل ل «داعش» في سورية، وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أن المتشددين هاجموا مواقعها شمال شرقي الطبقة وعند قاعدة جوية جنوب البلدة التي قتل فيها عشرات منهم. لكن القوات التي تتألف من فصائل كردية وعربية تحرز تقدماً بطيئاً في قرية شرق البلدة. وقالت جيهان شيخ أحمد الناطقة باسم «قوات سورية الديموقراطية»، التي تمثل «وحدات حماية الشعب» الكردية رأس الحربة فيها، إن المتشددين يعززون مقاومتهم كلما اقتربت القوات من محاصرة البلدة والسد. وأضافت أن «قوات سورية الديموقراطية» التي ترافقها قوات خاصة أميركية، تحرز تقدماً وأن «داعش» الذي صار يواجه صعوبات كبيرة بدأ شن هجمات مضادة. وواصلت مئات العائلات أمس الفرار من القرى الخاضعة لسيطرة «داعش»، آخذةً معها مواشيها وأمتعتها ودراجاتها النارية ومركباتها». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن كثيرين فروا أيضاً من الضربات الجوية التي استهدفت مناطق يقطنها مدنيون في محافظة الرقة وأسقطت عشرات القتلى. وأصابت ضربات الشهر الماضي، التي يعتقد أنها نفذت من جانب التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، مخبزاً وسوقاً محليةً في بلدة الطبقة، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. كما تسببت غارة أخرى على مدرسة اتخذها نازحون ملاذاً لهم قرب الرقة في مقتل عشرات آخرين. وأعلن «داعش» والحكومة السورية أن سد الطبقة معرض لخطر الانهيار بعد ضربات نفذها التحالف، وأن ذلك سيؤدي إلى فيضانات كارثية، يمكن أن تغرق مدناً وبلدات في وادي الفرات. ونفت «قوات سورية الديموقراطية» والتحالف أن يكون السد معرضاً للخطر. وأعلن وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي عن الاستعداد لاستيعاب موجة الفيضان المحتملة في حال انهيار سد الطبقة. وأضاف في بيان نقلته «السومرية نيوز» أن «العراق جاهز لاستيعاب وتسليك الموجة الفيضانية المحتملة في حال الانهيار. في حال انهياره، فإن الموجة ستصل الحدود العراقية بعد أربعة أيام، وإلى سد حديثة بحدود خمسة أيام، وهي فترة كافية لأخذ احتياطات إضافية لتأمين سلامة المواطنين وسلامة سد حديثة» الأقرب إلى الحدود السورية. وقال مصدران من المعارضة السورية أمس، إن طائرات يعتقد أنها روسية ضربت موقعاً تسيطر عليه المعارضة المعتدلة في شمال غربي سورية قرب منفذ حدودي رئيسي على الحدود مع تركيا، ما أسفر عن مقتل أحد مقاتلي المعارضة وإصابة أشخاص عدة. وأضاف المصدران أن غارات استهدفت قرية بابسقا في محافظة إدلب التي صارت ملاذاً لجماعات عدة تابعة ل «الجيش السوري الحر». ومن بين تلك الجماعات «جيش الإسلام» الذي يسيطر على آخر معقل رئيسي للمعارضة على أعتاب دمشق. وقال «المرصد» أمس، أن مناطق في بلدة أوتايا وحوش الصالحية بمنطقة المرج في غوطة دمشقالشرقية «تعرضت لقصف من قوات النظام التي قصفت أيضاً مناطق في بلدة سقبا في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى استشهاد رجل وإصابة ما لا يقل عن 14 مواطناً آخر بجروح، بينهم مواطنات وأطفال، في حين سقط عدد من الجرحى، نتيجة قصف قوات النظام مناطق في بلدتي حزرما والنشابية بالغوطة الشرقية، كما جددت قوات النظام قصفها مناطق في بلدة جسرين في الغوطة الشرقية». وأشار إلى «تجدد الاشتباكات العنيفة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في محور بساتين حي تشرين عند أطراف العاصمة».