1 – ما دواعي الذهاب الي جنيف؟ وماذا سنبحث مع مجموعة خمسة زائداً واحداً؟ بعد اغتيال العلماء النوويين الايرانيين، لا يحمل هذان السؤالان جواباً. ومشاركة الوفد الايراني في مباحثات جنيف عبثية، ولا فائدة ترتجى منها. والمسؤولون يقولون إنهم لن يبحثوا في القضايا النووية، بل في المقترحات الايرانية، ومنها ما يتناول الموضوع النووي. ولكن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي، كاثرين اشتون، وهي على رأس وفد المجموعة الغربية، اعلنت ان أبرز موضوعات البحث هو الملف النووي الايراني. وفي الاحوال كلها، تناقش المفاوضات الملف النووي الايراني. 2 – لا شك في أن توسل الخيار العسكري في ضرب المنشآت النووية الايرانية يكاد يكون مستحيلاً. ولذا، لجأت الاطراف الرافضة حيازة ايران التقنية النووية الى اغتيال العلماء النوويين وتعطيل البرنامج الايراني. ويؤيد موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية النظرية هذه. وهذا دليل على وقوف اسرائيل وراء عمليات الاغتيال التي طاولت العلماء النوويين الايرانيين، وعمليات تخريب البرنامج الايراني. وعملية الاغتيال ومحاولة الاغتيال هما رسالة أبلغتها اسرائيل طهران من طريق الاستعانة بعناصر داخلية، على غرار اعضاء منظمة المنافقين، «مجاهدين خلق»، وأنصار الملكية، والبهائيين. 3 – فماذا يريد الوفد الايراني البحث في جنيف، في وقت ترمي مجموعة خمسة +1 الى تفكيك البرنامج الايراني من طريق اغتيال علماء ايران؟ وكيف يُفاوض من يقف وراء استهداف العلماء الايرانيين؟ وسعت الدول الغربية منذ تشرين الاول (اكتوبر) 2003، يوم وافقت ايران علي تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم، في تفكيك البرنامج الايراني، ولم تبادر الى احترام الارادة الايرانية. فاستأنفت طهران انشطة التخصيب. 4 – وخالفت وكالة الطاقة النووية الدولية مواثيقها وقوانينها، وسرّبت تقريرها الى وسائل الإعلام الغربية، ومعلومات عن انشطة التخصيب والعاملين في البرنامج النووي الايراني، ومنهم العالمان اللذان اغتيالا أخيراً. (ونجا أحدهما من محاولة الاغتيال). 5 – والغرب لم يوفر وسيلة لتفكيك البرنامج النووي الايراني، ومن الوسائل هذه المقاطعة الاقتصادية، وإصدار قرارات مجلس الامن الدولي، وتنظيم حوادث الفتنة في 2009، واغتيال العلماء النوويين، الخ... وفي مثل هذه الظروف، ماذا يفعل الوفد الايراني في جنيف، وإلى ماذا يستند في مباحثاته مع الغرب؟ وعليه، لا نملك سوى خيار ترك هذه المفاوضات التي تفتقر الى اسس قانونية. وعوض المفاوضات في جنيف، حريّ بالايرانيين تلاوة سورة الفاتحة عن روح هذه المفاوضات. * رئيس تحرير الصحيفة، عن «كيهان» الايرانية، 4 / 12 /2010، إعداد محمد صالح صدقيان