قبل أن تنفذ أمانة جدة عزمها إنشاء 60 حديقة جديدة في أرجاء المدينة، لتضاف إلى 117 حديقة أخرى جار العمل فيها للانتهاء منها العام الحالي، شكا مواطنون تحول حدائق أحيائهم إلى مراتع لتجمع العمالة المخالفة والعاطلين، ما دفعهم إلى حرمان أسرهم من الانتفاع بها وزيارتها خوفاً عليهم من التجمعات المشبوهة التي يلحظونها فيها. وأكد مواطنون تحدثوا إلى «الحياة» أن الحدائق التي تنشئها الأمانة باتت محضناً مشجعاً للكثير من السلوكيات الخاطئة، في ظل ضعف العناية بها، وغياب الرقابة عنها. وقالوا إن الشكاوى الكثيرة التي تقدموا بها إلى فروع البلديات فشلت في حل هذه المشكلة الجديدة التي غزتهم، فاستمرت سلوكيات الكتابة على الجدران والمقاعد المخصصة للحدائق، والتجمعات الغريبة، وأصوات الموسيقى المزعجة الصادرة من السيارات. وتحدث المواطن ماجد نقشبندي ل «الحياة» معاناته اليومية مع الحديقة المجاورة لمنزله في شارع ال60، فأطلق عليها وجيرانه مسمى حديقة العاطلين عن العمل وجيوش العمالة المخالفة لنظام الإقامة، معتبراً أن عدم الرقابة والمحاسبة على هذا النوع من الاستخدام المسيء للمرافق العامة يبدد الجهود والأموال التي صرفت من أجل تحسين المكان والبيئة في المدينة. وأضاف أنه منع أبناءه من التواجد في الحديقة المجاورة لمنزله بسبب التجمعات المشبوهة والمشوهة في الوقت نفسه، موضحاً أنه سبق أن تقدم بشكاوى عدة للبلدية التابعة للحي الذي يسكنه، وقد تلقى وعوداً بحل المشكلة لكنها لم تصدق. وحمّل نقشبندي الأمانة مسؤولية التجاوزات والسلوكيات الخاطئة من قبل مرتادي الحدائق لعدم متابعتها ومراقبتها بالشكل المطلوب، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة تكثيف برامج التوعية وتوضيح طرق استخدام الحدائق العامة الموجودة داخل الأحياء التي وصفها بالغائبة، وفرض عقوبات على المخالفين على غرار ما يحدث في بعض دول العالم التي تعطي أماكن التنزه حقها من الاهتمام ولا تسمح بتغيير صورها وأدوارها التي أنشئت من أجلها. أما المواطن عبدالعزيز سلاّم فوجه نداء إلى إدارة الجوازات بسرعة القبض على مرتادي حدائق الأحياء من العمالة المخالفة التي لا تحمل بطاقات إقامة نظامية، إذ إنه يرى خطراً حقيقياً تسببه تلك الجموع التي اتخذت منها مقراً، إضافة إلى الإزعاج المباشر للعائلات الراغبة في قضاء أوقاتها ومضايقتها والحد من زياراتها لتلك المرافق. وتساءل سلاّم: كيف يمكن قضاء الوقت والاستفادة من الحديقة المجاورة لي وأسرتي والعبارات غير اللائقة تنتشر على الكراسي وبعض زوايا الحديقة التي كتبها أشخاص لا يعون أهمية هذا المكان. وفي المقابل ألقى المدير العام لإدارة الحدائق والتشجير الدكتور بهجت بن طلعت حموه، مسؤولية تأمين النواحي الأمنية وتخليص حدائق الأحياء من الممارسات الخاطئة على مراكز الأحياء والعمد، على اعتبار أن هذه الإجراءات ليست من اختصاص الأمانات. وقال: «إن إدارته عند تلقيها أي بلاغ حول المظاهر المزعجة والسلبية داخل حدائق الأحياء فإنها سرعان ما تتواصل مع رؤساء مراكز الأحياء وتبلغهم عن الشكوى المقدمة وتفاصيلها، وينتهي دورها بذلك». وأكد وجود استخدام خاطئ من قبل شريحة من الرواد للحدائق، إذ تلقت إدارته بلاغات عدة عن تجمعات للعمالة خلال أوقات النهار، إضافة إلى بعض تجمعات الشبان فيها إلى أوقات متأخرة من الليل وبالتالي عزوف بعض الأسر عن ارتيادها، لكنه أكد في الوقت نفسه تنامي أعداد المستخدمين لحدائق جدة وساحاتها العامة، خصوصاً وأن الشكاوى التي ترد غالباً ما يتم التعامل معها بالسرعة القصوى. ولفت الدكتور حموه إلى أن أمانة جدة بصدد تفعيل جانب التوعية لاستخدام الحدائق، مستبعداً اللجوء إلى شركات أمنية لتولي مهمة حماية أمن الحدائق وصونها من الممارسات الخاطئة بسبب صغر المساحات.