كشف مدير مرور منطقة الرياض مدير مشروع ساهر العقيد عبدالرحمن المقبل في حديث إلى «الحياة» أن آخر التقارير الصادرة من الجهات ذات العلاقة بالشأن المروري، سجلت انخفاضاً في الحوادث بلغت نسبته 25 في المئة عن معدلها في الشهر الذي سبق تطبيق نظام ساهر. وأشارت التقارير ذاتها إلى إيجابية تطبيق النظام ونتائجه، إذ أظهرت الإحصاءات أن الحوادث المرورية كحالات الدهس والانقلاب والتصادم انخفضت انخفاضاً واضحاً. وأكد العقيد المقبل أن النظام بدأ يؤتي ثماره: «لمسنا تحسناً في سلوكيات السائقين في مدينة الرياض بعد التطبيق العملي للنظام، وبحسب نتائج المتابعة الميدانية اليومية والرصد المباشر لحركة السير على شوارع العاصمة الرياض اتضح انخفاض تدريجي في معدلات السرعة». وحول حجم المخالفات التي سجلت منذ تطبيق نظام ساهر حتى الآن، قال: «لا يوجد حصر للمخالفات بشكل دقيق في الوقت الحالي، بيد أن 65 في المئة من المخالفين منذ تطبيق النظام آسيويون». ومعظم من يسأل أو يراجع المرور هو بسبب حجم المخالفات التي يرتكبها السائقون الخصوصيون لديهم، «بعض الناس اكتشفوا أن سائقيهم يذهبون إلى أماكن لا علم لهم بذهابهم إليها، فيفاجأون بحقيقة أنهم اتهموا المرور خطأ في بادئ الأمر». وفي ما يتعلق بكيفية رصد ومتابعة المخالفات المرورية ابتداء من تسجيل المخالفة وانتهاء بإبلاغ قائد المركبة بالمخالفة في اليوم نفسه، أكد أن رصد المخالفة يتم آلياً، وترسل صورة لوحة المركبة المخالفة مباشرة إلى مركز معالجة المخالفات، حيث يتم الحصول على معلومات مالك السيارة من قاعدة البيانات المسجلة في مركز المعلومات الوطني، ومن ثم يتم إصدار المخالفة خلال فترة زمنية قصيرة وإشعار المالك بالمخالفة عبر رسالة على وسيلة الاتصال المحددة من المالك. وحول ادعاءات بعض قائدي المركبات عدم رؤية لوحات تحديد السرعة في شوارع مدينة الرياض، أكد العقيد المقبل أنه تمت زيادة أعداد اللوحات الإرشادية المحددة للسرعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، التي تحدد السرعة على الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك لجاناً تنظر في مخالفات السرعة المسجلة والتأكد من وجود لوحات إرشادية محددة لمقدار السرعة في أماكن الضبط في حال الاعتراض. وعن أولئك «المستائين» من تسجيل مخالفات عدة في حقهم خلال فترات قصيرة، فإن الكاميرات بحسب المقبل «ترصد المخالفات مهما تعددت، فهذا نظام لا يعرف المحاباة والمجاملة، فمتى ما خالفت النظام المروري ولم تحترم الأنظمة فعليك تحمل عواقب تجاوزاتك». وأضاف: «يجب أن يدرك الناس أن أهداف النظام الحفاظ على أرواح البشر في الشوارع العامة قبل كل شيء، فالصرامة والمساواة في تطبيق القانون هما الأساس لردع المتهورين والمتجاوزين للنظام». وحول إمكان الاعتراض على المخالفة من قائد المركبة «المتظلم»، أوضح المقبل أن كثيرين اعترضوا على المخالفات، وحضروا إلى إدارة المرور وتحديداً هيئة الجزاءات، وبعد إطلاعهم على المخالفات ومواجهتهم بالصور والمواقع التي تمت مخالفتهم بها تراجعوا عن موضوع الاعتراض أو الاحتجاج وأصبحت لديهم قناعة تامة، فالأمر لم يعد مخالفة مرورية يدوية في ظل وجود نظام إلكتروني موثق ودقيق ولا يحابي أو يجامل أحداً. ويستخدم مشروع «ساهر» تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني، الذي يقوم بدوره بالتحقق من المخالفات فنياً، وطلب معلومات المالك من قاعدة البيانات، ومن ثم إصدار المخالفات المتعلقة بالسرعة وقطع الإشارة بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية، ومنع وقوع الحوادث المميتة. ويهدف «ساهر» إلى العمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرار ورفع مستوى السلامة ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوافرة حالياً، إذ يتميز بتحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة، وتمكين العاملين من أداء أعمالهم ورفع مستوى أدائهم في مجال العمل المروري من خلال أنظمة ساهر المتكاملة التي تقوم بضبط المخالفة وإشعار المخالف بالمخالفة في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى مراقبة وتحسين أداء الحركة المرورية. ويستخدم «ساهر» نوعين من الكاميرات، الأولى ثابتة تركب عند إشارات المرور، وأخرى متحركة توضع في أماكن أخرى منتقاة بحرص على الطرق الرئيسية والفرعية يتم تزويد الدوريات الأمنية بها لرصد المخالفات في تلك المناطق غير المغطاة بمراقبة الكاميرات الثابتة. وتعتمد آلية ضبط المخالفة على نظام دقيق يلتقط صورة واضحة للوحة المركبة أثناء تحركها بسرعة عالية تتجاوز السرعة المحددة نظاماً على مدار الساعة، مع قدرة النظام على التقاط أرقام لوحات المركبات المخالفة في جميع المسارات في الوقت نفسه.