بذهول قابل متسوقون في مجمعات تجارية في المنطقة الشرقية، ظاهرة محال تجارية متخصصة في بيع بعض المستلزمات النسائية والملابس الجاهزة، التي صُممت بطريقة مشابهة للملابس الرجالية، ومن تلك البضائع أحذية وقمصان بل وأشكال خاصة من العباءات بدأت في الظهور أخيراً، ولاقت بضائع تلك المحال رواجاً واسعاً من الفتيات، على رغم أنها لا تُعرض أو تُباع علناً، إذ يلجأ البائع والمشتري إلى طريقة «الطلبات المُسبقة»، بعيداً من عيون الرقابة. سعود البدر أحد الذين صدمتهم تلك البضائع، بعد أن عثر عليها في أحد مجمعات مدينة الخبر، ولكن سرعان ما تبيّن له، أنها موجودة في غير محل في المجمع ذاته وفي مجمعات أخرى أيضاً، ويقول: «اندفعت فتيات في مجتمعنا المحافظ إلى نكران الذات، وتحوّلن إلى ما هو مخالف للفطرة بلعب دور الرجل داخل المجتمعات النسائية»، مرجحاً أن ذلك «قد يكون للفت الانتباه لتعويض الاهتمام المفقود داخل الأسرة، أو للتجاهل العام في المدرسة، أو لتبني أفكار خاطئة، أو لرؤية القدوة في صورة مُغايرة». وشارك في استنكار هذه الظاهرة، تربويون واختصاصيون اجتماعيون ونفسانيون حذّروا من «ازدياد انتشار ظاهرة الجنس الرابع، أو ما يعرف بالبويه في مجتمعنا»، مطالبين بإيجاد حلول لهذه الظاهرة. و«البويه» مصطلح يُقصد به الفتيات، اللاتي يتشبهن بالرجال في طريقة المشي والحديث والتصرفات واللباس الخارجي والداخلي منه أيضاً، إضافة إلى قصات الشعر. وتأتي هذه التحذيرات بعد كثرة ظهور حالات «البويه» داخل مدارس البنات الثانوية والجامعات، خصوصاً في الفترة الأخيرة، إذ رصدت إدارات مدارس، فتيات يغازلن البنات بالنظرات والكلمات، وبعض الحركات «الشاذة»، والكثير من الوسائل الغريبة التي توحي بالإعجاب، مثل تقديم الورود في ما يعرف ب«عيد الحب»، وتبادل نظرات العشق والوله بين من تعتبر الولد (المُسترجلة) والفتاة. فيما دعت طالبات من المسؤولين في الجامعات والمدارس إلى اتخاذ «إجراءات صارمة» ضد فتيات «البوية». وتقول ريم عبدالعزيز: «خلال هذا العام لاحظت زيادة كبيرة في مثل هذه الحالات، حتى أصبح من الغريب أن تكون الفتاة في الجامعة أو المدارس الثانوية من دون عشيقة أو معجبة، فبمجرد دخول طالبة جديدة إلى القاعة تبادرها من بجانبها بسؤالها هل أنت مرتبطة داخل الكلية؟». وتشير إلى أنها تخشى على نفسها من المرور بمجموعة من فتيات «البوية». وتذكر الطالبة حصة الحمود، أن هذه الحالات «تتطلب علاجاً سريعاً قبل تفشيها في المجتمع بشكل أكبر». وتروي قصة غريبة حدثت في الكلية «حين كانت هناك طالبتان من المسترجلات لم يقتصر التغيّر فيهما على التشبه بالرجال، وظهورهما بشكل مختلف فحسب، بل تعدى ذلك إلى مضايقة البنات في الكلية بشكل دائم، حتى كثرت عليهما الشكاوى من الطالبات اللواتي يطالبن بالكشف عليهما في المستشفى، لتحديد ما إذا كانتا تعانيان من مشكلة خلقية».