تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربة جديدة تضاف الى مسلسل انتكاسات منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، وذلك بعد فشله في تأمين غالبية كافية في مجلس النواب لتمرير مشروعه للرعاية الصحية الذي قدمه بديلاً عن قانون «أوباما كير»، وذلك بعد تخلي جزء من النواب الجمهوريين عن خطة البيت الأبيض. وأثار هذا الفشل تساؤلات أمس، حول قدرة الإدارة الأميركية الجديدة على تمرير مشاريعها في الكونغرس، بعدما اصطدمت خططها حول الهجرة بعراقيل في القضاء الذي عطل محاولتها فرض حظر للسفر على رعايا 7 دول إسلامية، إضافة الى استقالات من إدارته في ظل «علامات استفهام» حول «صلات روسية» بحملته الانتخابية. وشكل انهيار مشروع ترامب للرعاية الصحية خسارة محرجة له، بعدما أعطاه أولوية وأكد أنه يحظى بدعم جمهوري كافٍ، الأمر الذي عزاه معلقون الى انعدام خبرة الرئيس في دهاليز السياسة في واشنطن. وعكس رد فعل ترامب حجم الصدمة التي تلقاها، إذ قال بعد سحب مشروع القانون: «تعلمنا الكثير عن الولاء وتعلمنا الكثير عن عملية كسب الأصوات». وسارع مراقبون الى الشك في قدرة الرئيس على تحقيق وعود جريئة قدمها بإحداث تغييرات جذرية، من بينها إصلاح النظام الضريبي وتنفيذ مشاريع ضخمة للبنية التحتية. وسرت تساؤلات حول قدرة البيت الأبيض على الاعتماد على حلفائه في الكونغرس وفي مقدمهم بول ريان رئيس مجلس النواب الذي سارع الى سحب مشروع ترامب للرعاية الصحية مساء الجمعة، بعدما تبين له أن مجموعة من الجمهوريين المحافظين انضمت الى خصومه الديموقراطيين في إبداء معارضة شرسة للمشروع الذي استهدف تفكيك برنامج «أوباما كير» للرعاية الصحية. وكتب شارلي سايكس، المعلق السياسي الجمهوري البارز وأحد منتقدي الرئيس، على «تويتر»، أن «هذا أكثر يوم شهد نتائج وتبعات في رئاسة ترامب. لم يكن فشلاً وحسب، بل فشلاً مدوياً». وعزا محللون فشل ترامب الى أسلوبه في الضغط على معارضيه والذي أتى بنتائج عكسية وأدى الى إبعاد رئيس مجلس النواب عن المفاوضات حول المشروع. ورأى ستيوارت دياموند الخبير في فن التفاوض والمحاضر في معهد وارتون في جامعة بنسلفانيا، أن أسلوب لي الذراع الذي لجأ إليه ترامب، أتى بأثر عكسي. وقال: «التهديدات تفسد العلاقات وهي قطعاً لا تجدي في مواقف، حيث تتداخل أطراف متعددة تتنازع السلطة». وقال النائب الجمهوري بيل هاوزينغا إن ترامب لا يزال يتعرف إلى دهاليز الحكم. وأضاف: «هناك أوجه شبه بين الحكم والنشاط التجاري، لكنهما خطان مختلفان». وانعكس إحباط ترامب سجالاً مع الصحافيين بعدما نفى انه كان يهدف الى تفكيك برنامج «أوباما كير» إو إلغائه. وقال للصحافيين في البيت الأبيض بعد إبلاغه فشل مشروعه: «أنا هنا ولم أقل يوماً إني أريد ألغاء أوباما كير»، الأمر الذي أدى الى نقاشات مع مراسلين تابعوا تصريحاته. وأكد كثيرون منهم في تغريدات على «تويتر» أن ترامب كرر كذا مرة إعلان عزمه على إلغاء «أوباما كير» خلال 64 يوماً من توليه الرئاسة. في غضون ذلك، برزت فضيحة جديدة لإدارة ترامب أمس، بعدما كشف جايمس وولزي المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) أن مايكل فلين المستشار السابق للأمن القومي، ناقش قبل استقالته من المنصب، مسألة ترحيل فتح الله غولن إلى أنقرة تجاوباً مع رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتهم غولن بالتورط في محاولة انقلابية ضده. وأبلغ وولزي صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه كان حاضراً في نقاش حول ترحيل غولن من دون المرور بإلاجراءات القانونية. وأضاف أن الاجتماع أجري في أيلول (سبتمبر) الماضي في نيويورك، بحضور فلين، الذي كان مستشاراً في حملة ترامب الانتخابية، وصهر الرئيس التركي بيرات البراق ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. واعترف فلين الذي استقال وسط فضيحة حول علاقته بروسيا، أنه «ربما فاتته بعض التفاصيل» في الاجتماع الذي وصل اليه متأخراً. وأضاف أن النقاش في شأن ترحيل غولن كان «جدياً ولكن لم يصل بحضوري إلى حد البحث عن خطة ترحيل مخالفة للقانون».