استهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عهده بإلغاء قانون «أوباما كير» للتأمين الصحي وكافة المراسيم في عهد سلفه باراك أوباما، كما أكد عزمه على إعادة التفاوض حول اتفاقية «نافتا» بين دول أميركا الشمالية، بما في ذلك إلغاء امتيازات ممنوحة للمكسيك. وشكل ذلك تأكيداً من ترامب لعزمه على تطبيق برنامجه الانتخابي الذي اعتبر مثيراً للجدل. أتى ذلك في وقت صادق الكونغرس على تعيين الجنرال جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، ليكون بذلك أول عضو في إدارة دونالد ترامب يثبت في منصبه. وفي لفتة رمزية، أشاد ترامب بمنافسته السابقة هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بعدما كان تجاهلهما خلال مراسم التنصيب. كما وافق الكونغرس على تعيين الجنرال المتقاعد جون كيلي وزيراً للأمن الداخلي. وقال ترامب في بيان أن كيلي وماتيس «مسؤولان مؤهلان سيبدآن على الفور عملاً مهماً لإعادة بناء جيشنا والدفاع عن أمتنا وضمان أمن حدودنا». فور دخوله الى البيت الأبيض، وقع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مرسوماً تنفيذياً ضد قانون التأمين الصحي المعروف باسم «أوباما كير» الذي كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه، وكما أعلن المتحدث باسمه شون سبايسر على «تويتر». وأوضح سبايسر أن الأمر يتعلق بمرسوم يهدف الى «التقليل من الثقل» المالي لهذا القانون، قبل إلغائه، وسماح بإدخال كاميرات وسائل الإعلام الى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لنقل توقيع الرئيس الجديد على المرسوم. وتعرض قانون «أوباما كير» المعقد للغاية لانتقادات كثيرة، ووعد الجمهوريون بإلغائه لأنه في نظرهم اسوأ ما حققه الرئيس السابق باراك أوباما في ولايتيه الرئاسيتين. وأمر الرئيس الجديد إدارته باستخدام كل هوامش المناورات الممكنة لعدم تطبيق قانون «أوباما كير». ولن يكون ممكناً إلغاء «أوباما كير» قبل تصويت سيجرى في الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية استناداً الى جدول زمني لم يعلن عنه. ووقع الأمين العام للبيت الأبيض راينس بريبوس على مذكرة تطلب تجميد عام لكل القوانين الاتحادية الى حين الموافقة عليها من قبل الوزير الذي عينه ترامب. إشادة بكلينتون في غضون ذلك، أشاد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بهيلاري كلينتون خلال غداء حضرته مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، بعدما شاركا في مراسم تنصيب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. وقال ترامب أمام المدعوين: «كان شرف لي أن أعلم أن الرئيس السابق بيل كلينتون وهيلاري كلينتون سيأتيان اليوم وأريد منكم أن تقفوا لهما». وصفق الحضور بحرارة للزوجين كلينتون في نهاية غداء نظمه الكونغرس لبرلمانيين وكبار الشخصيات بعد أداء الرئيس ترامب القسم. وقال ترامب في خطاب مقتضب وبلهجة تصالحية: «أكن احتراماً كبيراً لهما وأشكر لهما حضورهما. سنشهد أربع سنوات عظيمة من السلام والرخاء، كما نأمل». وبحضورها حفل تنصيب الرئيس مع زوجها الرئيس الأسبق، أكدت منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عودتها الى الساحة. وخلال مراسم التنصيب بدت متوترة ولم يأتِ ترامب على ذكرها في خطابه الأول. وقال ترامب خلال غداء الكونغرس: «سواء كنت جمهورياً أم ديموقراطياً، لا فرق. سنتفاهم وهذا شرف لي». وحضر ترامب مساء الجمعة ثلاث حفلات راقصة في واشنطن احتفالاً بتنصيبه. ورقص وميلانيا في قاعتي «ليبرتي» و «فريدم» على أنغام أغنية فرانك سيناترا «ماي واي» (طريقي) قبل أن ينضما لأفراد القوات المسلحة في حفلة ثالثة. وشاركه الرقص نائبه مايك بنس وزجته كارين وعدد من أفراد الأسرتين. وفي الحفلة التي أقيمت بقاعة فريدم تحدث ترامب عن «رحلته المذهلة» وتعهد بإنجاز وعوده. وقالت ميلانيا ترامب لأفراد القوات المسلحة إنه يشرفها أن تصبح السيدة الأولى للولايات المتحدة. وأضافت: «سنكافح وسنفوز وسنجعل أميركا عظمى مرة أخرى». وزير الدفاع ووافق مجلس الشيوخ الأميركي الجمعة على تعيين الجنرال جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، ليكون بذلك أول عضو في إدارة دونالد ترامب ينال الضوء الأخضر من المجلس. وماتيس الضابط السابق في سلاح مشاة البحرية الأميركية والبالغ من العمر 66 سنة هو إحدى الشخصيات الأكثر توافقية في إدارة ترامب، وقد حصل على 98 صوتاً مؤيداً في مقابل صوت واحد معارض. ويحظى ماتيس الذي قاتل في العراق وأفغانستان بالاحترام، ولم يجد نفسه مضطراً لبذل مجهود كبير من أجل اقناع أعضاء مجلس الشيوخ. ففي حين يثير ترامب قلق العديد من المسؤولين الأميركيين، الديموقراطيين والجمهوريين، بسبب مواقفه من روسيا، فإن الجنرال ماتيس طمأنهم من خلال تعبيره عن حذره إزاء موسكو. وأثنى ماتيس أيضاً على وكالات الاستخبارات الأميركية التي كان ترامب انتقدها علناً. ونشر البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني وثيقة تحدد الإطار العام لسياسة الدفاع التي سيعتمدها ترامب. ويريد الرئيس الجديد «إعادة بناء الجيش الأميركي». وأشارت الإدارة الأميركية الى انه «لا يمكننا ان نترك بلداناً اخرى تتجاوز قدراتنا العسكرية». ويريد ترامب أيضاً زيادة القدرات الدفاعية الصاروخية الأميركية في مواجهة التهديدات البالستية الكورية الشمالية والإيرانية. وقد وعد الرئيس الجديد ايضاً بعمليات قاسية مع حلفاء الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية و «المجموعات الإسلامية الإرهابية والراديكالية» الأخرى.