بعد نحو 24 ساعة على الاعتداء الإرهابي أمام مقر البرلمان البريطاني، أعلنت الشرطة أمس، هوية منفذه خالد مسعود (52 سنة) الذي قتل إلى جانب ثلاثة من ضحاياه هم أميركي وإسبانية، إضافة إلى ضابط شرطة بريطاني (للمزيد). وعلى رغم عمليات دهم في لندن وبرمنغهام اعتقل خلالها ثمانية أشخاص للاشتباه برابط محتمل لهم بالاعتداء، فإن التفاصيل المعلنة عن منفذه تدعو إلى الاعتقاد بأنه من الذين يوصفون ب «الذئاب المنفردة» كونه متزوجاً وأباً لثلاثة أبناء، ويعيش مع عائلته في شقة ببرمنغهام (وسط بريطانيا) دهمتها الشرطة. وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برسالة تعزية إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد الاعتداء الدموي. وندد الملك سلمان ب «العمل الإرهابي»، مؤكداً «أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه». كذلك، بعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ببرقيتي عزاء ومواساة إلى رئيسة الوزراء البريطانية. أتى ذلك في وقت أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للتعاون مع بريطانيا للقضاء على الإرهاب. وفي وقت بات واضحاً أن منفذ اعتداء لندن تأثر بدعاية «داعش»، فإن أحداً لا يعرف مدى علاقة التنظيم بالاعتداء، خصوصاً أن وكالة «أعماق» الناطقة باسمه نقلت في بيان أن مسعود «جندي» في التنظيم «نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي». ولوحظ أن بيان التنظيم أتى على نسق إعلانين سابقين له تبنى فيهما اعتداءين مماثلين نفذهما تونسيان في فرنساوألمانيا العام الماضي. وورد في بيان للشرطة البريطانية أن مسعود «ولد في مقاطعة كنت (جنوب شرقي لندن) ويعتقد أنه يقيم في وست ميدلاندز (عاصمتها برمنغهام)، ويستخدم أسماء مستعارة عدة». وأضاف البيان أن اسم مسعود لم يرد في أي تحقيق حالي، كما لم تتوافر أي معلومات استخباراتية مسبقاً، عن نيته شن اعتداء إرهابي. غير أن بيان الشرطة أكد ما أعلنته رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن أنه كان معروفاً لدى الشرطة لإدانته باعتداءات على إفراد، وإلحاق جروح خطرة بآخرين وحيازة أسلحة هجومية والإخلال بالنظام العام. وأشارت الشرطة إلى أن مسعود دين للمرة الأولى بجريمة تتعلق بإحداث أضرار في خريف عام 1983، في حين كانت آخر إدانة له في خريف 2003 لحمله سكيناً. وشددت على أنه لم يسبق أن دين بجريمة تتعلق بالإرهاب. ونقلت تقارير عن جيران مسعود ومعارفه، أنه كان يقيم مع زوجته وأبنائه، وأنه كان يعمل مدرساً للغة الإنكليزية قبل أن يجنح نحو التشدد، كما أنه كان مهووساً برياضة كمال الأجسام. وفي بادرة تحدي للإرهاب، ألقت رئيسة الوزراء البريطانية خطاباً في البرلمان أمس، وقالت أن المهاجم البريطاني المولد معروف لدى الشرطة التي حققت معه في قضايا عدة، وكذلك لدى جهاز استخبارات «إم آي 5» الذي «استجوبه قبل سنوات للاشتباه بصلته بأعمال عنف متطرفة»، ما أعاد إلى الأذهان اعتراف أجهزة الأمن الألمانية بأنها لاحقت منفذ هجوم برلين التونسي أنيس العامري، من دون أن تنجح في توقيفه أو ترحيله إلى بلده. وحددت السلطات البريطانية هوية القتلى الثلاثة في وستمنستر الأربعاء بأنهم الشرطي كيث بامر الذي أصابه المهاجم بطعنات عدة أمام البرلمان، وامرأة إسبانية تدعى عائشة فرادي (43 سنة) تدرس اللغة الإسبانية في لندن، وأميركي من يوتاه يدعى كورت كوشران في منتصف الخمسينات، والذي أصيبت زوجته أيضاً بجروح بالغة. كما أشارت إلى أن أجانب انضموا إلى لائحة الجرحى ال40، بينهم 3 تلاميذ فرنسيين وخمسة كوريين جنوبيين، واثنان من رومانيا واليونان، وآخرون من ألمانيا وبولندا وإيطاليا والصين وإرلندا. وفيما شددت الأجهزة البريطانية على أن «لا معلومات محددة حالياً عن تهديدات أخرى لعامة الناس»، عززت دول أوروبية درجة تأهبها الأمني. واعتقلت الشرطة البلجيكية رجلاً في مدينة أنتويرب (شمال) قالت أنه «فرنسي حاول دخول شارع دي مير الرئيسي للتسوق والمخصص للمشاة بسيارة مسرعة، ما دفع الناس إلى القفز بعيداً منها». وأفاد مصدر أمني في فرنسا بأن «الموقوف تونسي كان مخموراً، ويحاول الهرب من نقطة تفتيش للشرطة، وهو غير معروف لدى أجهزة استخباراتنا».