كشفت منظمة «عير عميم (مدينة شعوب)» الإسرائيلية اليسارية التي ترصد النشاط الاستيطاني في القدسالمحتلة، أن البلدية الإسرائيلية في المدينة أقرت مشاريع تهدف إلى ضم فعلي لمستوطنة «معاليه أدوميم» المقامة على أراضٍ قريبة من أبو ديس الفلسطينية شرق القدس إلى السيادة الإسرائيلية، من دون الحاجة إلى انتظار الكنيست لتمرير قانون بضم المستوطنة وفق ما يطالب حزب «البيت اليهودي»، فيما يخشى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من احتجاج دولي واسع على قانون كهذا. وأشارت إلى أن هذه المشاريع تحاصر تطور القرى الفلسطينية شرق القدس، وتنذر بتهجير سكان القرية البدوية «خان الأحمر». وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن المشاريع التي أقرت تضمن تواصلاً «فعلياً وذهنياً» بين مستوطنة «معاليه أدوميم» والقدس، وستسهل عملية البناء في المنطقة المعروفة ب «إي 1»، والمجمدة منذ عقد من الزمن تحت ضغط دولي بمنع البناء بداعي أنه سيحول دون التواصل الجغرافي بين الضفة الغربيةوالقدس ومنطقتها. وقالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية التي تخشى تحدي العالم من خلال الإعلان رسمياً عن توسيع البناء في مستوطنات شرق القدس وضم «معاليه أدوميم»، وجدت في مشاريع البناء المذكورة وسيلة للتحايل على المجتمع الدولي، ظناً منها أن الأمر سيمر «بهدوء ديبلوماسي». وتابعت أن الأشغال بدأت قبل أسابيع في الطريق الموصل بين القدس و «معاليه أدوميم» لتسهيل حركة السير بين البلدين، لكن منظمة «يش عميم» تعتقد أن هذه الأعمال، التي أقرت خريطتها قبل أربعة أعوام، تمهد لتسهيل البناء الاستيطاني في منطقة «إي 1»، كما يراد منها تغيير مسار حركة السير الفلسطينية في هذه المنطقة بين القدس والمستوطنة. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تعتزم أيضاً هدم القرية البدوية خان الأحمر، إذ تم تسليم سكانها أوامر هدم بداعي أن المنازل فيها أقيمت بلا ترخيص. واعتبر السكان الأوامر التي وزعت بمثابة إعلان نيات من جانب الحكومة تمهيداً لتفريغ القرية من سكانها. وقال الباحث في منظمة «عير عميم» أفيف ططريسكي إن البناء بين القدس و «معاليه أدوميم» سيحاصر تمدد القرى الفلسطينية المجاورة، ويحول دون تطبيق حل الدولتين للشعبين، معتبراً أن صرف بلايين الدولارات على فتح شوارع بين القدس والمستوطنة «يعكس إصراراً إسرائيلياً على إحباط حل الدولتين». في غضون ذلك، أعربت غالبية من 55 في المئة من الإسرائيليين عن معارضتها تبكير الانتخابات العامة من موعدها المقرر أواخر عام 2019. وأفاد استطلاع خاص نشرته صحيفة «معاريف» أمس أنه لو أجريت الانتخابات اليوم لحافظ تكتل اليمين – المتدينين على غالبية مطلقة من المقاعد البرلمانية (63 على الأقل من مجموع 120) وعاد ليشكل حكومة بقيادة «ليكود» الذي سيخسر ستة مقاعد عن عدد مقاعده الحالية تذهب في معظمها إلى حزب المستوطنين «البيت اليهودي». ويتراجع تمثيل حزب يسار الوسط «المعسكر الصهيوني» من 24 مقعداً إلى 11 فقط. ويستفيد حزب يمين الوسط «يش عتيد» بقيادة وزير المال السابق يئير لبيد من هذه الخسارة، إذ يقفز تمثيله من 11 مقعداً إلى 26.