شهد إجمالي عدد وفيات المصابين بفايروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ارتفاعاً طفيفاً بعدما أعلنت وزارة الصحة أمس حالتي وفاة، و16 إصابة جديدة، سبع منها - وهو العدد الأكبر - في الرياض. وتزايد أمس في الصحف الغربية والمواقع الطبية المتخصصة الضرب على وتيرة انتقال الفايروس أصلاً من الإبل إلى الإنسان. (للمزيد) وفيما أثنى رئيس الفريق المكلف بالتقصي في «كورونا» في المركز الأميركي للحد من الأمراض والوقاية الدكتور ديفيد سويردلو على الإجراءات السعودية لاحتواء الفايروس، أكد أن الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق من «كورونا»، في ظل عدم وجود علاج ولا مصل واق، بحسب شبكة الأخبار الصحية «دبليو سي في بي». وأعلنت ماليزيا أمس - طبقاً لصحيفة «بيزنس ستاندارد» الماليزية - أن كوالالمبور قررت إخضاع جميع المسافرين القادمين إلى مطار العاصمة الماليزية لفحص طبي للتأكد من خلوهم من الفايروس، وفي جدة طالبت 2000 أم وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل - في رسالة اطلعت عليها «الحياة» - باختصار ما بقي من المنهج الدراسي، وتقديم نهاية العام الدراسي إلى مطلع أيار (مايو) الجاري. وأعلنت وزارة الصحة أمس حالتي وفاة ب«كورونا»، تم اكتشاف إصابتهما سابقاً، فيما سجلت 16 إصابة جديدة. وأوضحت الوزارة، في بيان صحافي (تلقّت «الحياة» نسخة منه) أمس، أن ثلاث حالات تم اكتشافها من دون ظهور أعراض تنفسية، وست حالات مستقرة صحياً، فيما يتلقى سبعة مصابين الخدمات العلاجية في أقسام العناية المركزة. وذكرت الوزارة أن الرياض سجلت العدد الأكبر من المصابين بسبع حالات، فيما سجلت تبوك إصابتين، وواحدة في مكةالمكرمة، وفي جدة ثلاث، وإصابة واحدة في كل من منطقة نجران، ومحافظة حفر الباطن، ومنطقة المدينةالمنورة. يذكر أن إجمالي عدد الإصابات منذ شوال 1433 بلغ 345 حالة، قضى منها 105 أشخاص. وأكّد رئيس لجنة «غرفة جدة» عضو اللجنة الوطنية للتأمين خلدون بركات، أحقية ذوي المستفيد من التأمين في الحصول على تعويض في حال الوفاة نتيجة للإصابة بفايروس كورونا، مبرراً ذلك بأن «ما يشمله العلاج يشمله تعويض الوفاة أيضاً». وأوضح بركات ل«الحياة»، أن شركات التأمين غير ملزمة بإيجاد علاج، وعمل وقاية لعملائها، كونها لا تُعالِج، وإنما تنظم العلاج في المستشفيات، لافتاً إلى أن «وثيقة التأمين تتولى تقديم خدمة العلاج للمستفيد، وتوكل المستشفيات المتخصصة في تنفيذ العلاج». وأشار بركات إلى أنه «إذا نصت وثيقة التأمين في شكل محدد ومخصص على استثناء فايروس كورونا من تغطية التأمين، فهنا لا تسهم الشركة في تغطية العلاج، بل تقع الكلفة على المريض نفسه، وفي حال عدم الاستثناء يجب على الشركة تغطية كلفة العلاج ضمن سقف التأمين». ولفت إلى أنه يوجد لفظ عام تتضمنه وثيقة التأمين مثل «استثناء الأوبئة أو السموم من تغطية التأمين»، إلا أنه لم يُنص في الصحة السعودية أو المنظمات العالمية على اعتبار «كورونا» وباءً، ما يعني عدم دخوله في هذا الاستثناء، مفيداً بأن «ما يُغطى بالعلاج يُغطى بالوفاة، إذ إنه عند تغطية علاج المريض بفايروس كورونا، فتبعاً لذلك يجب تغطية تعويض الوفاة». من ناحية أخرى، طالبت أكثر من 2000 من أمهات الأطفال في المراحل الدراسية الأولى إلى المرحلة الرابعة في أحد المجمعات الدراسية في محافظة جدة، في خطاب موجّه إلى وزير التربية والتعليم، بتقديم نهاية العام الدراسي إلى أول شهر مايو الجاري، واختصار ما بقي من المنهج الدراسي، وعزا الخطاب الطلب إلى انتشار فايروس كورونا أخيراً، والتقلبات الحاصلة في أجواء الطقس، وتداخل الفصول، إذ تنتشر في هذا التوقيت الأمراض المعوية والصدرية، وتتشابه أعراضها المرضية مع «كورونا»، ما يبعث القلق في نفوس أسرهم. وفي إشارة إلى توجيه أصابع الاتهام في شكل متزايد إلى الإبل باعتبارها مصدر الفايروس، حذّرت «رويترز» أمس من أن تغلغل الإبل في حياة السعوديين قد يعرقل السيطرة على «كورونا». وأضافت أن الإبل تحتل مكانة خاصة في المجتمع السعودي، فهي تمثل رابطاً مهماً في نفوس السعوديين بينهم وبين حياة البداوة التقليدية التي تتلاشى مظاهرها شيئاً فشيئاً، كما تمثل أهمية اقتصادية تجعل قيمة بعضها تتجاوز مئات الألوف من الدولارات. ونصحت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي الناس الأكثر عرضة للإصابة بفايروس كورونا بتفادي مخالطة الإبل، واتخاذ الاحتياطات الوقائية حين يكونون في أماكن بها إبل، وأن يتجنبوا شرب حليب النوق، لكن في سوق الجمال التي تمتد أميالاً على طريق سريع على مشارف العاصمة السعودية (الرياض)، قال تجار إبل وأصحابها وعمال يخالطونها إنهم لم يتلقوا أي نصائح أو معلومات أو تحذيرات من مسؤولي الحكومة في شأن «كورونا». وأشارت «رويترز» إلى أنه في حين أن ربط «كورونا» بالإبل موضوع درس مستفيض بين العلماء خارج المملكة، فلم يكن له أثر يذكر في مستوى النقاش في المملكة.