أكد البابا فرنسيس أن «للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي»، مشدداً على أن «هذه المكانة سببها الأساس أن لبنان، بجميع أبنائه، عاش قيم الأصالة القائمة على الاحترام المتبادل والسعي إلى تحقيق السلام بين الشعوب والطوائف والمذاهب». وأعرب البابا خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في الفاتيكان أمس عن سروره «لاستعادة لبنان عافيته وانتظام المؤسسات الدستورية فيه، منذ انتخاب عون رئيساً». وأبلغ البابا الوفد المرافق لعون أنه يصلي «دائماً للبنان ويعمل لدوام استقراره، وأنه سيزوره، وفق إعلام رئاسة الجمهورية. ونوه عون ب «الاهتمام الذي يوليه البابا دائماً لقضايا لبنان ومتابعة كل ما يساعد على تعزيز الاستقرار فيه، وتمكينه من مواصلة لعب دوره في محيطه والعالم». وعرض الجانبان في خلوة لمدة نصف ساعة «الوضع في الشرق الأوسط وأوضاع المسيحيين في سورية وفلسطين والعراق»، وتطرق البحث إلى «العمل الذي يقوم به لبنان لمواجهة الإرهاب». ولفت عون الى أن «اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين موحدون في التعاطي مع هذا الخطر، وأن ما يحصل أحياناً من تباين في وجهات النظر يعكس خلافاً سياسياً وليس دينياً كما يعتقد بعضهم، ويتم التعاطي معه من خلال المؤسسات الدستورية والتشريعية». وأكد أن «التعاون الإسلامي – المسيحي يؤهل لبنان ليكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان». وطلب من البابا «الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية»، فوعده البابا بذلك. ثم انضمت عائلة عون الى اللقاء مع البابا. والتقى عون أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وبحث معه في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية، في حضور وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره البابوي المونسنيور بول غالاغير والقائم بأعمال سفارة لبنان لدى الفاتيكان البير سماحة. وجدد عون التأكيد أن لبنان «اجتاز المرحلة الصعبة وهو ماض في مسيرة النهوض وتعزيز الحوار بين القوى السياسية في كل ما يتعلق بالنظام السياسي في البلاد وفي استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة». وركّز على «التعايش الدائم بين المسيحيين والمسلمين»، مؤكداً انه «يعمل على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين».واعتبر أن «إسرائيل تعمل على إفراغ الشرق الأوسط من أهله ومن المسيحيين خصوصاً». وتطرق البحث الى دور الاغتراب اللبناني واللجوء السوري في لبنان. وتبادل الجانبان الهدايا.