عاد القلق أمس ليسود الموقف في مدينة العيص مجدداً، بتسجيل هزات محسوسة بلغت قوتها 3.8 درجة، بعد انخفاض مستواه خلال الأيام الثلاثة التي سبقته، جراء الهدوء الذي ساد المنطقة «البركانية»، التي تتعرض لهزات أرضية منذ أكثر من شهر، فيما استمرت حال الهدوء في مدينة أملج، والتي طاولتها أيضاً هزات أرضية بعد نحو 10 أيام من بدئها في العيص. كما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال رئاسته جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في الرياض أمس مختلف القطاعات المعنية بتكثيف أعمالها لتقديم كل أشكال الإغاثة والدعم للمتضررين من الهزات الأرضية الناتجة من النشاط الزلزالي، التي شعر بها بعض أهالي المراكز والقرى والهجر في منطقتي المدينةالمنورة وتبوك، وتسهيل الأمور كافة أمام أهالي تلك المناطق وإشعارهم بالراحة والأمن والأمان، حتى تنجلي الغمة عنهم. (راجع ص10) من جانبها، استأنفت إدارة الدفاع المدني المرابطة في العيص حظر دخول المدينة، وعززت منافذها بالمزيد من الدوريات الأمنية، وبقيت في حال تأهب ومراقبة لعابري الطريق، كما أجبرت الجهات الأمنية المرابطة وبشكل مفاجئ، أصحاب المحال التجارية على إقفال محالهم، وحذرت الموجودين في مدينة العيص من البقاء فيها، وأجلتهم بالقوة برفقة الدوريات الأمنية، في حين عاد النازحون إلى تناقل أحاديث متضاربة عن انتشار رائحة غازات منبعثة من أحد الجبال البركانية في سماء المدينة. وقال مدير المركز الإعلامي للقوة المرابطة من الدفاع المدني في العيص الرائد خالد المبارك ل«الحياة»: «إن هزات أرضية محسوسة ضربت القرية، وإن بعض الأهالي يعودون إلى منازلهم بعد عملية الإخلاء بمجرد هدوء الوضع الزلزالي مباشرة، غير مبالين بالتحذيرات». وأوضح أن فرقاً جيولوجية اختصاصية في المخاطر الجيولوجية والبيئية، و10ضباط اختصاصيين في العلوم الجيولوجية، باشروا رصد التشققات والتصدعات التي حدثت في حرة الشاقة، والمصاحبة للنشاط الزلزالي، إضافة إلى التغيّر في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة والقياسات الحرارية.