يعقد بعد غد وزراء «أوبك» اجتماعهم الوزاري الاستثنائي في العاصمة النمسوية فيينا. ومن المتوقع ألا يغيروا مستوى الانتاج وأن يكتفوا بدرس أوضاع السوق النفطية والاقتصاد العالمي، وأن يركزوا على ضرورة التزام دول «أوبك» حصص الانتاج. وفي حديث الى «الحياة» في روما على هامش اجتماعاته مع وزراء مجموعة الثماني، رأى وزير النفط السعودي علي النعيمي أن تفاؤلاً في توقعات المتعاملين في الأسواق، أن تتحسن الأسعار هو نتيجة ما يُسمى «نفسية السوق». وعن قول وزير النفط الجزائري ان التزام بعض دول «أوبك» في نيسان (ابريل) حصص انتاجها لم يكن جيداً قال النعيمي: «الالتزام الى حد ما كان أفضل من السنة الماضية ولو أن في الرياضيات هناك بعض الاختلاف في الأرقام». وعن الطلب على النفط أشار الى أنه يتعافى ويتحسن لكن المخزون العالمي مرتفع و «نحن نريد أن ينخفض، لكن الطلب على مشارف الفصل الثالث يشهد انتعاشاً لكن المطلوب هو انتعاش الاقتصاد العالمي، وهذا ما نتطلع اليه». وعن تأثير انخفاض الدولار على سعر النفط لفت الى أن تراجع العملة الأميركية يرفع سعر النفط والعكس صحيح. والسبب في ذلك هو أن المتعاملين في الأسواق يستفيدون من ضعف الدولار للمضاربة على السلع». أما بالنسبة الى احتمال أن يرتفع السعر كما في الصيف الماضي الى 147 دولاراً للبرميل، قال النعيمي: «لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال. فأسعار النفط معرضة للارتفاع والانخفاض ولا أحد يمكنه التنبؤ بمستقبل الأسعار». وأكد النعيمي ان عودة «أوبك» الى زيادة انتاجها إذا تأكدت من ازدياد الطلب على النفط «لن يحدث قبل أن نطمئن على أن المخزون العالمي ينخفض الى وضعه الطبيعي. فالآن المخزون العالمي يعادل حوالى 61 الى 62 يوماً من الاستهلاك ونحن نريده بمستوى 52 الى 54 يوماً. ولا ننس أن هذا هو مخزون عام، هناك بعض المخزونات في أميركا مثلاً تشكل ثقلاً على السعر، فينبغي مراقبة كل هذه الأمور في الأسواق». ورداً على سؤال عن تأثر الاستثمارات السعودية بما حدث والاقتصاد العالمي من تدهور أجاب: «بالنسبة للنفط أكملنا استثماراتنا وسنستمر في المحافظة عليها. فالاستمثارات لا تتوقف. وعندما نصل الى مستوى معين من الانتاج ينبغي المحافظة عليه عبر مواصلة الاستثمار». وعن تأثير ابقاء السعودية على كاقة انتاجية نائمة تقدر ب 4.5 مليون برميل في اليوم قال: «نحن نتوقع أن يرتفع الطلب على النفط خلال السنتين أو الثلاث المقبلة وأن تقل هذه الطاقة الفائضة غير المستخدمة في السعودية، وأن نعود الى طاقة فائضة غير مستخدمة تتراوح بين مليون ونصف مليون برميل في اليوم. وهي استراتيجية السعودية المبنية على استقرار الامدادات العالمية وأسعار النفط. فهذه مسؤولية قبلناها ونتحملها بالحفاظ على مستوى 1.5 الى 2 مليون برميل في اليوم من طاقة فائضة على انتاجنا». وختم موضحاً ان السعر الذي ترى السعودية أنه ملائم لمواصلة الاستثمار في القطاع، يتراوح بين 75 و80 دولاراً.