اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري امس، تعليقاً على الوثائقي الذي اوردته محطة «سي بي سي» الكندية مساء اول من امس، في شأن التحقيق الدولي الجاري في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري بالقول: «نحن لا نعلق إجمالاً على أي شيء لا يكون صادراً في شكل رسمي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو أحد مكاتبها، لكنني شخصياً أرى أن التسريبات الإعلامية لا تخدم مجرى العدالة». وفي دردشة مع الصحافيين في السراي الكبيرة، قال الحريري عن التقرير المنفصل الذي ورد ضمن الوثائقي في شأن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العقيد وسام الحسن وغيابه عن موكب الرئيس الحريري عند الاغتيال: «العقيد وسام الحسن موضع ثقتنا التامة. كان موضع ثقتنا التامة ولا يزال». وفي المواقف من الوثائقي، رفض عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت التعليق على «أي معلومات صحافية تنشر حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، واكتفى بالقول: «هذه التقارير تسعى الى تحقيق سبق صحافي»، مجدداً الثقة ب «المحكمة الدولية والتحقيق الدولي كونهما الجهة الوحيدة المخوّلة معالجة كل هذه الأمور». وقال لوكالة «أخبار اليوم» ان «لا علاقة للحكومة بهذا الموضوع لكي تصدر أي موقف». وقال عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عقاب صقر، بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن تقرير المحطة المذكورة: «الجزء الأكبر غير صحيح وفي كل الأحوال ما حصل مع العقيد الحسن يدلُّ على ان لجنة التحقيق الدولية لم تترك أي احتمال بما فيها أضعف الاحتمالات إلا وتمّ التحقيق به»، واعتبر ان «محاولة الخلط او الربط بين العقيد الحسن و «حزب الله» أو حتى بالنسبة لاتهام هذا الأخير يدخل في اطار التكهنات التي لا نوافق ونرفض التعليق عليها ولكن نستغلها لتأكيد ان ثمة من يحاول التلاعب بقضيتنا المركزية». واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية الوليد سكرية في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» ان «اتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري يراد منه زرع بذور الفتنة»، معتبراً أنَّ «الفتنة ليست لمصحلة الحزب وإنما اميركا هي التي تريد الفتنة في لبنان»، معتبراً أنَّ «المطلوب ليس حرباً اهلية على طريقة عين الرمانة - الشياح بل توتر بين السنّة والشيعة في لبنان ونقل هذا الامر إلى العالم العربي، ليصبح السلام العربي - الإسرائيلي أمراً مقبولاً لدى العالم العربي، وبذلك القرار الاتهامي هو بداية إضرام النار». وعن قول بعضهم «فليصدر القرار ونحن نمنع الفتنة»، سأل سكرية: «أين مصلحة الدولة اللبنانية في التمسك بالمحكمة مقابل تدمير لبنان؟ فحتى لو كان حزب الله هو من قتل الرئيس رفيق الحريري فلا مصلحة في تدمير لبنان»، داعياً «الدولة اللبنانية إلى سحب يدها من المحكمة الدولية وبالتالي سحب سلاح الفتنة من أيدي الأميركيين».